محللون فلسطينيون يؤكدون: فرضية استئناف الحرب على غزة ضئيلة… لهذه الأسباب

الدوحة ــ الرأي الجديد
يرى العديد من الخبراء والمحللين، أن احتمال استئناف العدوان على قطاع غزة يبدو ضعيفًا، في ظل تظافر عدة عوامل داخلية وخارجية، تتعلق بالمجتمع الإسرائيلي من جهة، وبالمصالح والتدخلات الدولية من جهة أخرى، خاصة موقف الإدارة الأمريكية والدول العربية.
عوامل داخلية تقلل فرص استئناف الحرب
وأضاف الحيلة في حديث مع “قدس برس” أن من بين العوامل التي تستبعد هذا السيناريو، حالة الإنهاك التي يعانيها جيش الاحتلال، وحاجته إلى فترة طويلة من الترميم، وتعويض الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها في غزة ولبنان.
وأشار الحيلة إلى أن “الحرب لا تخدم أهداف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى إلى تعزيز الاستثمار والتطبيع في الشرق الأوسط، خاصة بعد فشل المقاربة العسكرية خلال الخمسة عشر شهرًا الماضية”.
كما لفت إلى أن مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، يعمل على إنجاح اتفاق وقف إطلاق النار، “حيث يعتبر تحقيق هذا الاتفاق إنجازًا تاريخيًا للإدارة الأمريكية”.
أما بخصوص موقف الدول العربية، فيرى الحيلة أن “مصر والأردن، على وجه الخصوص، لا ترغبان في استئناف العدوان على غزة، خشية تداعيات التهجير وما قد يترتب عليه من آثار إنسانية وأمنية”.
نتنياهو محاصر.. وتكتيك المقاومة
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي مروان القبلاني أن “الاحتلال لن يعود إلى الحرب على غزة بالأسلوب التقليدي، المتمثل في الاقتحامات البرية والتمركز داخل المناطق، بل سيلجأ إلى الضربات الجوية والاغتيالات، كنهج أكثر فاعلية في مواجهة المقاومة”.
وأضاف القبلاني متحدثا لـ “قدس برس” أن “الاحتلال يسعى من خلال الاتفاق مع فصائل المقاومة، إلى استعادة أسراه المحتجزين، لذا يحاول تحقيق هذا الهدف بسرعة قبل إعادة التصعيد ضد غزة”.
وأوضح أن “تقسيم الصفقة إلى مراحل قلل من قدرة الاحتلال على نقض الاتفاق حاليا، خاصة في ظل وجود الأسرى الإسرائيليين، وضمان الإدارة الأمريكية لتنفيذ الاتفاق بشكل تام”.
وشدد القبلاني على أن “خسائر الاحتلال خلال الحرب، بالإضافة إلى الضغوط الداخلية التي يواجهها نتنياهو، خصوصًا من قبل عائلات الأسرى لدى المقاومة، تجعله غير قادر على العودة إلى القتال بالشكل الذي جرى في السابق”.
يُذكر أنه في 19 جانفي الماضي، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة “حماس” ودولة الاحتلال، حيث تستمر المرحلة الأولى منه لمدة 42 يومًا، تتبعها مفاوضات للانتقال إلى المرحلتين الثانية والثالثة، وذلك بوساطة مصرية وقطرية، وبدعم من الولايات المتحدة.
وتتضمن المرحلة الأولى من الاتفاق الإفراج التدريجي عن 33 إسرائيليًا محتجزين في غزة، سواء أحياء أو جثامين، مقابل إطلاق سراح ما بين 1700 وألفي معتقل فلسطيني وعربي من سجون الاحتلال.