أحداثأهم الأحداثدولي

صحيفة بريطانية… سكان “غزة” يردّون على ترامب: “باقون هنا.. ولن تأخذ شبرا منها”

لندن ــ الرأي الجديد (صحافة عالمية)

نشرت صحيفة “أوبزيرفر” شهادات سكان من غزة عاشوا الحصار الطويل والمجاعة والدمار الذي مارسه الجيش الإسرائيلي عليهم طوال الـ15 شهرا أو يزيد الماضية، وقالوا إنهم لن يتركوا بلدهم رغم ما عانوه، وذلك في رد واضح على مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجيرهم وتحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.

وفي تقرير أعده مالك طنطيش وإيما غراهام- هاريسون، قالا فيه إن عينيْ سعيد سالم أغرورقتا بالدموع وهو ينظر إلى ما تبقى من حيّه في شمال غزة في صباح يوم من شباط المتجمد. وكان جالسا على كرسي نجى بطريقة ما من الحرب ويحيط به أحفاده والأنقاض وهو يتأمل بالمستقبل وماضيه المدمر. وفقدت عائلته بيتا في عام 1948 عندما هربت من بلدة الحربايا، التي يطلق عليها اليوم كبيوتس زيكيم داخل إسرائيل، حيث هربت من القصف والتقارير عن المذابح التي تقوم بها القوات الإسرائيلية.

وقال سالم الذي كان يبلغ في حينه 5 أعوام: “لقد أغلقنا بيتنا وأخذنا المفتاح ومشينا باتجاه غزة واعتقدنا أننا سنعود بعد عدة أيام”. وكان بانتظارهم في نهاية الرحلة الشاقة واقع جديد من الخيام ومخيمات اللاجئين ونفي دائم في شمال قطاع غزة. ويقول: “عندما أصبحت الحقيقة واضحة وأننا هجرنا بيوتنا وأخذها آخرون، تمنينا ألف مرة لو بقينا ومتنا، ولم يغادرنا الندم أبدا”.

      غزاويون عائدون إلى القطاع 

وكان سالم واحدا من بين 700000 فلسطيني هُجروا من منازلهم وقراهم في حرب 1948 التي أعلن فيها عن ولادة إسرائيل.

ولهذا، عندما دخلت القوات الإسرائيلية غزة في أكتوبر 2023، قرر سالم وعائلته البقاء وتحدي أوامر الإخلاء إلى جنوب القطاع، وقال: “أقسمنا على عدم تكرار نفس الخطأ مرة أخرى”.

معاناة الحصار.. ورغم ذلك..
ظل سالم وعائلته في شمال قطاع غزة مع 400,000 فلسطيني، وعانوا من الحصار وعدم دخول إلا القليل من المساعدات، في وقت حذرت المنظمات الدولية العام الماضي من مجاعة محتومة.

وقال سالم: “تحملنا المجاعة والعطش والخوف وكل شيء وعشنا بين الجثث وتحت الأنقاض وأكلنا الطعام الذي لا تأكله حتى الحيوانات،  ولكننا لم نغادر أبدا شمال غزة”. وأضاف أنه في كل مرة كان فيها الجيش الإسرائيلي يدعو السكان للإجلاء، كان ينتقل إلى الحي القريب. وعندما انتهى الغزو الإسرائيلي كان أول العائدين.

ولم يمض على عودة سالم إلى حيّه وقت قليل، إلا وأعلن دونالد ترامب عن خطته لـ”امتلاك” غزة وإعادة توطين سكانها في أماكن أخرى، من أجل ما قال إنها إعادة بناء “ريفييرا الشرق الأوسط”. ووصف غزة بأنها مكان سيئ الحظ. وأدت مقترحاته إلى شجب دولي وتحذيرات من تطهير عرقي من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش، وكذا عدم تصديق من سكان غزة الذين ظلوا متمسكين بأرضهم رغم حرب استمرت 15 شهرا.

     تأكيد على التشبث بالأرض.. حتى وهي ركام

فقد سالم 90 قريبا وصديقا عندما استهدفت غارة بيت شقيقه وقتلته مع كل من التجأ إليه. وهو يعرف مخاطر البقاء في غزة، وبخاصة لو لم يستمر وقف إطلاق النار، لكن لا شيء يمكن أن يدفعه أو يثير خوفه لترك غزة. وقال: “لن نغادر، ولن نكرر النكبة ولن نتخلى عن غزة كما تخلينا عن الحربايا، وهذه المرة سنظل مهما كان الثمن”.

ودمرت الحرب 9 من كل 10 بيوت في القطاع، وشردت 90% من سكانه. واستهدفت المستشفيات بشكل مستمر ودمرت البنى التحتية للمياه.

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى