أحداثأهم الأحداثدولي
منصّة فلسطينية تكشف: ما هو “المجلس العسكري” لـ “كتائب القسام” ؟؟… وكيف يعمل؟؟
![](https://i0.wp.com/www.rayaljadid.com/wp-content/uploads/2025/02/صورة.jpg?resize=780%2C470&ssl=1)
غزة ــ الرأي الجديد
أثار إعلان الناطق العسكري باسم “كتائب القسام”، أبو عبيدة، في 30 كانون ثاني/يناير الماضي، عن استشهاد عدد من قادة “المجلس العسكري” للكتائب التي تشكل الجناح المسلح لحركة “حماس”، تساؤلات واسعة حول طبيعة عمل هذا المجلس ودوره في إدارة العمليات العسكرية للمقاومة الفلسطينية.
وقد جاء الإعلان في ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلي وعمليات اغتيال متكررة استهدفت قيادات ميدانية وسياسية بارزة خلال معركة “طوفان الأقصى”، مما دفع العديد من المحللين إلى البحث في تأثير هذه الاستهدافات على هيكلية المجلس العسكري للقسام واستمراريته في قيادة المعركة.
وفي هذا السياق، تناول برنامج “الشارح”، الذي يبث عبر منصة “سما القدس”، في حلقته الأخيرة التي بثت اليوم الأحد، طبيعة عمل المجلس العسكري للقسام، وآليات اتخاذ القرار داخله، وكيفية تأثير الضربات الإسرائيلية على بنيته التنظيمية وأدائه العملياتي.
كما سلط البرنامج، الذي يقدمه الإعلامي أمجد أبو سيدو، الضوء على أساليب التكيّف التي تعتمدها “كتائب القسام” لمواجهة الاستهدافات المتكررة لقادتها، وضمان استمرارية القيادة الميدانية رغم الظروف المعقدة.
ويُعَدّ المجلس العسكري للقسام من أكثر الأطر القيادية غموضًا، حيث يتميز بسرية تامة في بنيته وآليات عمله، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مدى تأثره باغتيالات قادته، وما إذا كانت هناك خطط بديلة لضمان عدم تأثر العمليات العسكرية للمقاومة.
ما هو المجلس العسكري للقسام وما دوره؟
ذكر البرنامج أن المجلس العسكري الأعلى لـ “كتائب القسام” يُعتبر الهيئة القيادية المسؤولة عن إدارة العمليات العسكرية والتخطيط الاستراتيجي للجناح العسكري لحركة حماس.
![](https://i0.wp.com/www.rayaljadid.com/wp-content/uploads/2025/02/المجلس-العسكري.png?resize=708%2C361&ssl=1)
وسبق للقائد العام لتلك الكتائب، الشهيد محمد الضيف، أن استعرض في وثائقي “في ضيافة البندقية” عام 2005، أن “المجلس العسكري يضم ألوية، تتفرع إلى كتائب، ثم إلى سرايا، تتجزأ إلى فصائل، وأخيرًا مجموعات تضم أفرادًا مقاتلين”. معتبرًا أن هذه البنية التنظيمية تمنح القسام مرونة كبيرة في إدارة عملياتها القتالية.
واستند البرنامج إلى تصريح سابق في الوثائقي ذاته للقيادي الشهيد أحمد الجعبري، حيث أوضح أن المجلس العسكري للقسام لا يقتصر على الوحدات القتالية، بل يضم أقسامًا متخصصة تشمل التدريب، والتصنيع، والتسليح، والاستخبارات، والإمداد اللوجستي، والقوى البشرية، وغيرها من الأقسام التي تطورت مع مرور السنوات.
وأوضح البرنامج أنه بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، عملت “كتائب القسام” على تطوير بنيتها التنظيمية لتصبح أقرب إلى تشكيل جيش منظّم، له قيادة مركزية، وأقسام متخصصة تعمل وفق عقيدة عسكرية واضحة. هذه العقيدة لا تقتصر على الجانب القتالي فحسب، بل تشمل بناء المقاتل إيمانيًا، وبدنيًا، ونفسيًا، ليكون مؤهلًا لخوض المعارك وفقًا لمتطلبات كل وحدة قتالية.
تركيبة المجلس العسكري لـ “كتائب القسام”
بين البرنامج أن المجلس العسكري يتألف من فرعين رئيسيين، الأول قيادة الألوية حيث يشرف كل لواء على منطقة معينة في قطاع غزة، ويقوده شخصية عسكرية بارزة ذات خبرة قتالية طويلة. وتتوزع تلك الألوية على كافة مناطق قطاع غزة وعددها خمسة ألوية.
أما الثاني فهو “قيادة الأركان” التي تتولى التخطيط الاستراتيجي والإشراف على الجوانب اللوجستية، بما يشمل التصنيع والتسليح، الاستخبارات، العمليات، والتدريب، إضافة إلى إدارة القوى البشرية. ويهدف هذا الهيكل إلى ضمان جاهزية المقاومة وتطوير قدراتها على مختلف المستويات.
هل تعني الاغتيالات نهاية القسام؟
وأشار البرنامج إلى أنه رغم الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها “كتائب القسام”، وخاصة استشهاد القائد العام الشهيد محمد الضيف وعدد كبير من قيادات المجلس العسكري، إلا أن القتال على الأرض لم يتوقف ولو للحظة. ففي الأشهر الأخيرة من معركة طوفان الأقصى، استمرت العمليات العسكرية للقسام بوتيرة عالية، رغم إعلان الاحتلال عن تصفية جزء كبير من القيادة.
![](https://i0.wp.com/www.rayaljadid.com/wp-content/uploads/2025/02/المجلس-العسكري-للقسام.jpg?resize=708%2C377&ssl=1)
وذكر البرنامج دراسة صادرة عن مركز “راند” التابع للجيش الأمريكي عام 2014، والتي أكدت أن “القسام، رغم تطوره ليصبح أشبه بجيش منظم، إلا أنه لا يزال يتمتع بمرونة تكتيكية عالية، تسمح له بالعمل كمجموعات صغيرة مستقلة في الميدان، وهو ما ساعده على امتصاص ضربات الاحتلال ومواصلة القتال”.
وأكد البرنامج أنه وبرغم الضربات المؤلمة التي تعرض لها المجلس العسكري للقسام، فإن تاريخ المقاومة الفلسطينية يؤكد أن “غياب القيادات لم يكن يومًا سببًا في انهيارها”. فمن بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين، جاء عبد العزيز الرنتيسي، ثم إسماعيل هنية ويحيى السنوار.
ومن بعد استشهاد الشيخ المؤسس للقسام، صلاح شحادة، جاء محمد الضيف “ثم من سيحمل الراية بعده”. وهو ما لفت إليه الناطق باسم القسام، أبو عبيدة، في نعيه للقادة حين قال “لم تتعرض منظومة كتائب القسام لفراغ قيادي، ولو لساعة واحدة على مدار معركة طوفان الأقصى، والمقاتلون يقاتلون باستبسال أكثر وأكثر”.
المصدر: قدس برس