جديد “دونالد ترامب” بعد أسبوع من دخوله البيت الأبيض… الصدام على كل الواجهات
واشنطن ــ الرأي الجديد
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً أعده دان بالز، قال فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قام، وعلى مدى الأسبوع الأول من دخوله البيت الأبيض، بإحداث صدمة للنظام، والسؤال هو في ما إن كان قادراً على حلّ المشاكل التي يهتم بها الناخبون، مثل التضخم والأمور المتعلقة بالاحتياجات الأساسية.
وقال بالز، إن الأسبوع الأول لترامب، كان بالنسبة إليه هو كل شيء وَعَدَ بتحقيقه: هجمات متعددة على الوكالات التنفيذية، والمهاجرين غير المسجلين، والأعداء المفترضين، والعقبات الأخرى.
وتضمنت التوجيهات الأولى، عشرات الأوامر والإجراءات والتصريحات المصممة، لتعطيل الوكالات في جميع أنحاء الحكومة الفيدرالية وخارجها.
عفو عن المتورطين
ولو أخذت معاً، فقد أكد أسبوع النشاط على تصميم ترامب على محاولة إحداث تغييرات شاملة أكثر جذرية وعقابية مما حاول في ولايته الأولى. وتشمل هذه على إعادة تفسير التعديل الرابع عشر من الدستور، وإنهاء حق المواطنة بالولادة، إلى نشر القوات العسكرية على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، كجزء من دعوته للترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين، إلى إغلاق مكاتب التنوع والمساواة والإدماج الفيدرالية، إلى إضعاف أنشطة إنفاذ الحقوق المدنية لوزارة العدل، إلى المطالبات الواسعة بالسلطة التنفيذية على المحفظة الفيدرالية. وقد أتت مجموعة القرارات التنفيذية جريئة وصادمة مع أن مشروعيتها الدستور تظل محل شك.
وتعبر القرارات عن شعور لدى ترامب بأن لديه حق غير مقيد في إصدار ما يريد من قرارات، مثل قراره العفو عن المتورطين في فتنة 6 جانفي 2021، وإلغاء الأحكام الصادرة على زعماء العصابة التي قادت الهجوم على الكابيتال هيل، رغم الاقتراحات الأخيرة من قبل نائب الرئيس جيه دي فانس وبام بوندي، التي تم ترشيحها لمنصب المدعي العام، بأن العفو عن مرتكبي الجرائم العنيفة لن يحدث.
ولم يكن هناك أمر واحد، في أيامه الأولى في منصبه، أكثر إثارة للقلق من العفو. وقد كان خصومه قلقين قبل الانتخابات من أن ترامب لن يجد عوائق في ولايته الثانية، وأنه سيملأ البيت الأبيض وإدارته بالموالين، وينفي أنواع المستشارين الذين ندم على تعيينهم في ولايته الأولى. وكان العفو دليلاً على أن ترامب سيتصرف كما يشاء.
حرائق الغابات.. الإرتباك
ففي رحلته، يوم الجمعة، إلى نورث كارولينا وكاليفورنيا لتفقد الأضرار الناجمة عن إعصار هيلين، في الخريف الماضي، وحرائق الغابات الغربية التي لا تزال مشتعلة حول لوس أنجليس، عبّر عن رغبة في إلغاء وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية، والسماح للولايات بالتعامل مع الإغاثة من الكوارث، مع استخدام الأموال الفيدرالية في النهاية بتغطية بعض التكاليف، حيث زعم دون دليل أن هذا سيكون أكثر فعالية وأقل تكلفة.
لقد كان لإغاثة الكوارث، سواء من حيث الأفراد أو الأموال، دور فيدرالي أساسي. فهل يصبح هذا الدور الآن مسيساً؟ أجاب ترامب على هذا السؤال في طريقه إلى كاليفورنيا، مقترحاً بأن تكون المساعدات الفيدرالية المستقبلية مشروطة بأن يقدم الناخبون إثباتات الهوية قبل السماح لهم بالإدلاء بأصواتهم.
ولم يوقف ترامب الوكالات الفيدرالية، لكن مجموع أفعاله أدى إلى تجميد وظائف أساسية، مثل تمويل الأبحاث، وعكس وظائف أخرى، وأرسل قشعريرة عبر نطاق السلطة التنفيذية.
وكان قرار إزالة المفتشين العامين المستقلين من معظم الوكالات على مستوى مجلس الوزراء، في وقت متأخر من يوم الجمعة، وهي الخطوة التي يبدو أنها غير قانونية، خطوة أخرى نحو إنشاء فرع تنفيذي يتحرك في خطوة واحدة مع أولويات الرئيس وأهوائه.
ترهيب المشرعين الجمهوريين
وأثار قرار ترامب العفو عن الذين هاجموا ضباط الشرطة في 6 جانفي 2021 بعض المعارضة من جانب الجمهوريين في الكونغرس، ولكن ليس التمرد على نطاق واسع.
كما تحظى العديد من الإجراءات التي اتخذها بدعم واسع النطاق داخل الحزب، وبعضها، مثل ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين لديهم سجلات إجرامية، يحظى بدعم شعبي. ومع ذلك، فإن جهوده للمطالبة بسلطات تنفيذية استثنائية تهدد استقلال الفرع التشريعي في الكونغرس والضوابط والتوازنات التي وضعها الدستور. فهو يعمل كرئيس وزراء قوي في نظام برلماني. ويقول آخرون إنه يحاول التصرف كرجل قوي استبدادي.
وسيمارس ترامب هيمنته في العديد من الأشياء التي بدأها، وخاصة بعض الجهود الرامية إلى كبح ما يراه بيروقراطية معادية. ومع ذلك، فهو بعيد كل البعد عن النصر الكامل.
وفي مجالات أخرى تتعلق باللوائح الفيدرالية التي تؤثر على سياسات الطاقة والمناخ التي هندستها إدارة بايدن، سيستخدم خصومه المحاكم لمحاولة إحباطه.
موجة من النشاط تثير تساؤلات
لقد وعد ترامب بخفض أسعار البنزين في إطار خطته لإطلاق العنان لإنتاج الطاقة، على الرغم من أن الولايات المتحدة تنتج اليوم أكثر من أي وقت مضى. وقد وعد ترامب بخفض أسعار السلع الأخرى، على الرغم من أن أداته الاقتصادية الرئيسية تعتمد فرض الرسوم الجمركية على السلع المستوردة، فهو يريد فرض رسوم جمركية على المنتجات القادمة من الصين، وهو ما سيرفع أسعار عدد لا يحصى من المنتجات. كما يريد فرض رسوم جمركية على المنتجات القادمة من المكسيك وكندا، لوقف تدفق الفنتانيل.
وهو يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، ولكن هل سيكون ذلك بشروط مواتية لروسيا والرئيس فلاديمير بوتين؟
وبالمحصلة فالإجراءات التي اتخذها ترامب، خلال أسبوعه الأول، لا تقتصر على الرمزية، وإن كان إحداث صدمة للنظام هو الهدف الواضح، والقول إنه سيستمر في تبنّي القيم الثقافية لحركة “لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً”.