صفقة الأسرى تفجّر جدلًا في “إسرائيل”: خضوعٌ مُهين واستسلامٌ أمام حماس
القدس المحتلة ــ الرأي الجديد
تتزايد حدة المعارضة داخل الساحة السياسية والمجتمعية في “إسرائيل” مع اقتراب الإعلان عن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي. حيث ينظر العديد من الساسة والمحللين إلى الصفقة على أنها هزيمة سياسية وأمنية، تعكس إخفاق تل أبيب في تحقيق أهدافها العسكرية رغم التفوق التكنولوجي والمعلوماتي.
فقد أفادت القناة 14 الإسرائيلية بأن المفاوضات جرت وسط ضغوط أمريكية مكثفة. ووفقًا لمصدر مطلع: “هذه صفقة خضوع. رضخنا نتيجة الضغط الإعلامي والدولي”. الصحفي المقرب من بن غفير، المعروف بـ”الظل”، أضاف: “ترامب زاد الضغط على حماس، لكننا نحن من انهار أمام هذا الضغط”.
هذا التراجع يعكس ضعف “القيادة الإسرائيلية” أمام التحديات، ويثير تساؤلات حول فاعلية استراتيجياتها في مواجهة المقاومة الفلسطينية، خاصة بعد فشلها في تحقيق الردع الكامل أو السيطرة الميدانية على مدار 15 شهرا من القتال.
خيبة أمل
صحفي مقرب من نتنياهو وصف الصفقة بأنها خطوة مفروضة على “إسرائيل”، قائلاً: “نحن أول من يدفع ثمن انتخاب ترامب. أُجبرنا على قبول صفقة لم تكن ضمن خططنا. كنا نطمح للسيطرة على شمال غزة ومنع المساعدات الإنسانية، لكننا الآن نذعن”.
الكاتب الإسرائيلي يوآف إلياسي أكد أن الصفقة تعد بمثابة خيانة للإنجازات العسكرية والسياسية، مشددًا على أنها تعكس عجز “إسرائيل” عن استعادة جنودها دون تقديم تنازلات مؤلمة، مما يعمق الإحباط داخل الأوساط الشعبية.
أزمة داخل الحكومة
أبرز المعارضين للصفقة هو وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي وصفها بأنها “استسلام لحركة حماس”. ودعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش للتعاون معه لإسقاط الحكومة في حال تمرير الصفقة. وأكد بن غفير أنه استخدم قوته السياسية لتعطيل أي اتفاق خلال العام الماضي، لكنه أشار إلى أن انضمام جدعون ساعر إلى الحكومة أضعف موقفه.
من جهته، يعقد سموتريتش مشاورات مكثفة مع شركائه في الحزب ومع رجال الدين، لبحث خيار الانسحاب من الحكومة إذا تم تمرير الصفقة. ويتوقع أن يُحسم القرار خلال اجتماعه المرتقب مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
جدل واسع
الصفقة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الدينية أيضًا، حيث انضم نحو 100 حاخام إلى حملة منظمة “تورات هآرتس هتوفا” التي ترفض الاتفاق. الحاخام شموئيل إلياهو أكد في درس أسبوعي أن “التوراة تمنع بشكل صارم إطلاق سراح القتلة”.
تزامن ذلك مع خروج مظاهرات في القدس، حيث أغلق المحتجون أحد مداخل المدينة ورفعوا شعارات مثل: “لا صفقة، بل حسم عسكري”. المحتجون، من ذوي أسرى وقتلى الجيش، اعتبروا الصفقة خيانة للجنود الإسرائيليين وتراجعًا عن الإنجازات الأمنية التي تحققت خلال الحرب الأخيرة.
تحذيرات من العواقب
إلياهو ليبمان، والد أحد الجنود القتلى، حذر من أن “الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم سيعودون لقتل اليهود، مما يعطي رسالة خطيرة بأن القتل والاختطاف يؤديان إلى الإفراج عبر صفقات تفاوضية”.
ووفق محللون تظهر هذه التطورات أن “إسرائيل” تواجه أزمة حقيقية في استراتيجيتها الأمنية. الفشل في كسر إرادة حماس عسكريًا والسيطرة على غزة يُظهر محدودية الخيارات المتاحة أمام “القيادة الإسرائيلية”.
في ظل هذه الأجواء، من المتوقع أن يتصاعد الضغط على نتنياهو داخليًا، مما يهدد استقرار حكومته ويثير تساؤلات حول مستقبل سياستها تجاه غزة والمقاومة الفلسطينية.
وتترقب الأوساط السياسية والشعبية إعلان صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، والتي تأتي بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة برعاية إقليمية ودولية. هذه الصفقة، التي يُتوقع أن تتضمن إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين مقابل إفراج حماس عن الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة.
وتكتسب هذه الصفقة زخمًا كبيرًا في ظل تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية على الحكومة الإسرائيلية، خاصة بعد الفشل في تحقيق أهداف عسكرية واضحة خلال الحرب الأخيرة على غزة. في المقابل، ترى حماس في الصفقة إنجازًا سياسيًا وعسكريًا يعزز مكانتها بين الفلسطينيين، ويؤكد قدرتها على فرض شروطها رغم الحصار والقصف.