أهم الأحداثالمشهد السياسيحقوقياتوطنية

شقيق الشهيد عبد القادر مكي في رسالة جريئة ومؤثرة إلى قيس سعيّد.. هذا ما قال فيها بشجاعة

تونس ــ الرأي الجديد

في رسالة مؤثرة، ربما هي الأولى من نوعها التي تصل رئاسة الجمهورية من سياسي ومثقف تونسي، استغرب علي المكي، شقيق شهيد الثورة عبد القادر المكي، أن “تكون السجون في تونس محشرا للمعارضين السياسيين ولمن يمارسون حريتهم في التعبير”، والرئيس سعيّد في السلطة.

وقال مكي، في رسالته إلى رئيس الدولة، قيس سعيّد، نشرها أمس، على صفحته بفيسبوك: “لم أكن أتخيّل يوما أن تعيش تونس بعد الثورة كل هذه التضييقات على الحريات، وأنتم على رأس السلطة”.

وتابع المكي، “لم أكن أتخيّل يوما أن يصبح بين أبناء الشعب الواحد، تشتّت وانقسام وتفضيل بين من هم مع توجيهات الرئيس وبين من هم ضدّها”.

وتأتي هذه الرسالة، إلى رئيس الدولة، في ذكرى استشهاد شقيقه عبد القادر المكي في أحداث الثورة التونسية العام 2011.

وقال علي المكي إنّ “الذكرى لها رمزيتها وقيمتها الاعتبارية، والتي لا تقدّر بثمن، ولعل ذلك ما دفعنا إلى رفض أيّ تعويض مادي قدم لنا”.

وذكّر رئيس الجمهورية، بمقابلات سابقة معه بعد الثورة، ضمن عملية سردية مثيرة، قائلا: “الشيء الوحيد الذي يرضي قلبي، هو أن أرى بلادي وشعبها ينعمان بالحرية، تلك الحرية التي جمعت بيننا في لقاءات متعدّدة كان آخرها سنة 2014، يومها كنت أمارس حريتي بكل فخر، حيث خضت إضراب جوع بعد صدور تلك الأحكام القضائية الظالمة في قضايا شهداء وجرحى الثورة.. يومها كنت تؤازرني وتساندني وتمضي بجانبي وقتا طويلا أستمع فيه لحديثك عن عدم استقلالية القضاء بأشكاله المختلفة، وأنه خاضع للسلطة الحاكمة، وأن ما تعرضنا له هو مظلمة ساخطة، وكم كنت أتابع بانتباه وسائل الإعلام وهي تبث تصريحاتك والتي كانت يومها تمثل صوتنا”.

وأضاف شقيق الشهيد عبد القادر المكي: “لكن لم أكن أتخيّل يوما أن تصبح أنتم السلطة، وأن تصبح السلطة أنتم” على حدّ تعبيره.
وأكّد علي المكي، أنّه “لا يلهث من أجل الشهرة من وراء مراسلة سعيّد وأنّه ليس صاحب مصلحة خاصة ولكنّه صاحب غاية نبيلة”.

وقال شقيق شهيد الثورة عبد القادر المكي في رسالته لرئيس الدولة: “أريد الحرية لكل التونسيين لكل معتقل سياسي، لكل من عبّر وكتب وصرخ بموقفه، فالمبادئ لا تتجزأ، والحرية التي سالت دماء من أجلها، لا نستطيع التفريط فيها”.

وختم رسالته لسعيّد كالتالي: “لذلك أرجو من فخامتكم إعادة النظر في ما حدث في بلادنا، بعين من ساندنا في تلك الأيام التي لم تكن فيها السلطة بيدكم”.

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى