أهم الأحداثالمغرب العربيدولي

العلاقات الدبلوماسية بين مالي والجزائر. “على كفّ عفريت”… ما دخل روسيا ؟؟

الجزائر ــ الرأي الجديد / عثمان نصرة

اندلعت خلال الأيام الأخيرة، أزمة دبلوماسية بين الجزائر وجارتها مالي، على خلفية تصريحات لوزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، قال فيها إن بلاده “لن تقبل بتحويل حركات سياسية أطرافها موقعة على اتفاق الجزائر إلى عصابات إرهابية”، في إشارة إلى الجماعات الأزوادية، المطالبة بالانفصال عن مالي.

وأشار عطاف إلى أنه أقنع روسيا بأن “الحل العسكري غير ممكن في قضايا الساحل والصحراء وبالأخص في مالي، فقد جرب 3 مرات وفشل”.

وتحدث عطاف عن وضع آلية بين الجزائر وروسيا “ذات طابع مؤسساتي، تجتمع كل 3 أشهر وتقيّم الأوضاع، وبعد 4 لقاءات دورية، أثبتت جدواها، ومكنت من التقدم في معالجة الملفات”.

مالي تردّ بشكل حاسم
لكنّ وزارة الخارجية المالية، ردّت في بيان شديد اللهجة على تصريحات وزير الخارجية الجزائري، محذرة الجزائر من التدخل في شؤونها الداخلية.

ودعت الخارجية المالية، الحكومة الجزائرية إلى “التركيز على أزماتها الداخلية، والتوقف عن استغلال مالي كأداة لتحقيق أهداف سياسية خارجية”، معربة عن قلقها البالغ إزاء ما سمته “استمرار تدخل السلطات الجزائرية “في الشؤون الداخلية لمالي”، مضيفة أن الأمر “يعبر عن نزعة أبوية وتعالٍ”.

وأضافت وزارة الخارجية المالية، إن “سياسة مكافحة الجماعات الإرهابية، هي حق سيادي بحت، يعود لجمهورية مالي”، وأن الجزائر “ليس مطلوبا منها تقديم الدروس في مكافحة الإرهاب، فمالي تتبنى استراتيجيتها الخاصة التي تتماشى مع احتياجاتها الوطنية” يضيف البيان.

واعتبرت الخارجية المالية أن “النجاحات التي حققتها القوات المسلحة المالية في محاربة الإرهاب، وضغطها المتواصل على الجماعات الإرهابية، تشير إلى أن هناك مسؤولين جزائريين يحنّون إلى الماضي، وهو ما يتنافى مع مصالح الأمن والاستقرار في مالي”.

الحضور الروسي: إشكال معقد
التوتر الحاصل في العلاقات بين الجزائر ومالي، طرح بعمق، قضية الحضور الروسي في المنطقة، ومدى قدرة روسيا على المحافظة على علاقاتها بأطراف الازمة، سيما وهي تعرف الدور الجزائري في منطقة الساحل.

وتعتقد الجزائر أنّ لها دورا مهما في منطقة الساحل، وأن روسيا تعتبر الجزائر أقوى شريك لها في إفريقيا..

وقال عمرون محمد، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة الجزائري، في تصريح إعلامي، إنّ روسيا متواجدة بقوة في منطقة الساحل الإفريقي، بجانب العديد من القوى الدولية الأخرى، “لكنها تدرك مدى الثقل الجزائري في المنطقة سواء الجغرافي أو الاجتماعي، حيث ترتبط الجزائر بروابط اجتماعية قوية مع بلدان الساحل”.

حلفاء استراتيجيون لمالي
ونبه رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة الجزائري، في تصريحات إعلامية أمس، إلى الدور التاريخي للجزائر في استقرار منطقة الساحل، مضيفا أن الوساطة التي قادتها الجزائر لوقف الاقتتال بين الحكومة المالية المركزية في باماكو، والحركات الأزوادية سنة 2015، تعكس الدور الجزائري في استقرار المنطقة.

وكان عدد من المسؤولين الروس زاروا الجزائر مؤخرا، آخرها، زيارة ممثل الرئيس الروسي، الذي التقى وزير الخارجية الجزائري، واتفقا على آلية للتشاور تنعقد كل ثلاثة أشهر، لبحث الأوضاع الإقليمية والدولية ومنطقة الساحل على رأسها.

وتعتبر الجزائر حليفا استراتيجيا لروسيا، فيما تعدّ مالي، الحليف الرئيسي لموسكو في منطقة الساحل الإفريقي”.. ومن غير المستبعد، أن تسعى موسكو جاهدة من أجل احتواء الأزمة، تفاديا لانعكاساتها على علاقتها بالبلدين.

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى