أهم الأحداثالمشهد السياسيوطنية

المنصف المرزوقي: تونس في وضعية ما قبل الثورة.. لكنّ “الإنفجار” قادم

باريس ــ الرأي الجديد / نقل صالح مباركي

قال الرئيس السابق منصف المرزوقي، تعليقا على الوضع الراهن في تونس، في ضوء ما حصل في سوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد، أنّ “البركان التونسي انفجر في 2010، بسبب تضافر مكونين هما: الرفض الاجتماعي ممثلاً في البوعزيزي العامل الفقير، والرفض السياسي ممثلاً في كل ضحايا القمع”.

وأوضح المرزوقي في حديث إلى “القدس العربي” نشر أمس، الاثنين، أنّه “بعد أربعة عشر عاماً، ونجاح الثورة المضادة في كنس كل مكاسب الثورة، تجد تونس نفسها في الوضعية ذاتها (قبل الثورة)، حيث عادت الانتخابات التسعينية، وانهارت الحريات، وتفاقم القمع والفقر، وازدادت البطالة”، مضيفا: “ولأن نفس الأسباب تؤدي للنتائج ذاتها، فإن عودة الثورة مسألة حتمية، لكن -كما تعلم- وحدها البراكين تقرر لحظة انفجارها، لا ينفع فيها لا شتمٌ لتكاسلها ولا تحريضٌ على سرعة بثّ الحمم”، وفق تعبيرها.

وفسر المرزوقي “الصمت المطبق” للمعارضة التونسية بعد فوز الرئيس قيس سعيد بفترة رئاسية جديدة بقوله: “المعارضة قبلت اللعب في الإطار الذي حدده النظام، وآخر شطحاتها القبول -في جزء كبير منها- بالمشاركة في مهزلة الانتخابات (الرئاسية) المزورة الأخيرة”، حسب تقديره.

طبقة سياسية مأزومة

وأضاف، قائلا: “بديهي أننا أمام طبقة سياسية فاشلة مأزومة مهترئة. وعلى كل حال، أذكر بأن الثورة لم تقم بها الطبقة السياسية، وإنما جماهير الشباب المفقر اليائس، ثم تسارعت الأحزاب لتركب الموجة وتجني الثمار، ثم تخون الثورة وتعيدها على طبق من ذهب للثورة المضادة، لذلك على الشباب التونسي أن يفكر من خارج الصندوق، وأن يجد بدائله هو، لا أن ينتظر الفرج ممن لم تعد لهم أي قوة فعل”.

وحول الخطوات المطلوبة من اتحاد الشغل والمعارضة والمجتمع المدني لإنقاذ البلاد، قال المرزوقي: “لا شيء مما ذكرت يمكن أن يكون حلاً، وخاصة الاتحاد. لا أقرأ في الفنجان ولا أعتقد أن ثورة 2010 ستُعاد بنفس التفاصيل والسيناريو، ولكنني أعتقد أنه ستكون هناك مفاجآت من داخل الدولة وخارجها”.

في المقابل، اعتبر الرئيس الأسبق، أن تونس في حاجة إلى “قيادات ميدانية للإطاحة بنظام المنقلب المغتصب، ثم لجبهة ديمقراطية واسعة مهمتها إعادة دستور الثورة واستئناف بناء دولة القانون والمؤسسات، وتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي، لكي تعود الآلة الاقتصادية المتوقفة منذ الثورة للعمل، وإعادة الأمل للتونسيين، هذا الأمل الذي فقدوه وفقدوا معه بهجة الحياة”.

وأضاف المرزوقي بقوله: “ما عدا هذا، سيتم تأخير الانفجار وتأخير الفرج، لكنهما آتيان -طال الزمان أو قصر- لأن الشعوب تمرض لكنها لا تنتحر”، وفق تعبيره.

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى