أرقام قياسية وغير مسبوقة عن حجم الدعم الأمريكي للعدوان على غزة..
واشنطن ــ الرأي الجديد
تتكشف يوما بعد يوم حجم المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة للاحتلال، محطمة أرقاما قياسية، ومؤكدة في الوقت نفسه، دعم الإدارة الأمريكية المطلق لاستمرار الحرب على قطاع غزة.
زوهار ألون الكاتب في موقع محادثة محلية كشف أن “صناعات الأسلحة الإسرائيلية (إلبيت، ورافائيل، وصناعات الفضاء)، حققت أرباحا ضخمة في العام المنصرم من الحرب، وزادت شركة “إلبيت” أرباحها بنسبة 12% في الربع الثاني من 2024، وسجلت شركة “IAI” قفزة بنسبة 80% في صافي أرباحها مقارنة بالنصف الأول من عام 2023، مع العلم أن أكبر شركات تصنيع الأسلحة “Elbit، وRafael، وIAI” المملوكة لدولة الاحتلال، من بين أكبر مائة شركة أسلحة في العالم”.
ونقل عن “دراسة جديدة نشرت مؤخرا في جامعة براون بالولايات المتحدة، ضمن مشروع يسمى “تكلفة الحرب”، تقديرات أولية لنطاق المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة للاحتلال الاسرائيلي، ورغم أن الباحثين يعترفون بأنهم غير قادرين على معرفة نطاقها بالضبط، فإنه الدراسة تسلط الضوء على ما تحاول الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية إخفاءه بشأن المساعدات”.
ويليام هارتونغ، أحد معدّي الدراسة، كشف أن “تقديرًا متحفظًا، يضع نطاق المساعدات العسكرية الأمريكية للاحتلال بعد السابع من أكتوبر 2023 وحتى سبتمبر 2024، بما لا يقل عن 17.9 مليار دولار، ويشمل هذا المبلغ مساعدات عسكرية لأوقات الطوارئ، بقيمة 14.1 مليار دولار، و3.8 مليار دولار أخرى كمساعدات عسكرية قياسية سنوية، كما أنه تم التوقيع عليها في إطار اتفاق التفاهم في عهد إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما”.
وأضاف أن “المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة للاحتلال الإسرائيلي، ذهبت عبر عدة قنوات، أهمها برنامج التمويل العسكري الأجنبي، وقانون الإنتاج الحربي الفائض، اللذين تمت الموافقة عليهما ضمن برنامج لبيع الأسلحة لدول أجنبية، مع العلم أن المسار البيروقراطي لهذه المساعدات يبدو معقدا، ويمكن للرئيس فقط أن يقرر منحها، حتى بدون موافقة مجلس الشيوخ والكونغرس”.
صعوبات في حصر المساعدات والصفقات
وأوضح أن “إسرائيل والولايات المتحدة وقعتا عددا من الاتفاقيات العسكرية، التي توفر للأولى شروط تمويل مواتية للغاية لشراء ذخيرة أمريكية، أو تلقي مساعدة مالية من الولايات المتحدة، وتمويل إنتاج ذخيرة عسكرية للجيش الإسرائيلي”.
وكشف أنه “في أوت 2024 أعلنت إدارة الرئيس جو بايدن عن اتفاق لبيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20.3 مليار دولار بموافقة وزارة الخارجية والبنتاغون، ويشمل توريد 50 طائرة بوينغ من طراز F-15 بقيمة 18.8 مليار دولار، و32 ألف قذيفة دبابة مقابل 774 مليون دولار، وعدد سري من المركبات التكتيكية مقابل 583 مليون دولار، و30 صاروخ جو-جو مقابل 102 مليون دولار، و50 صاروخًا خارقًا للتحصينات. بقيمة 61 مليون دولار”.
أرقام لافتة للغاية
ستيفن سيملر، أحد مؤلفي الدراسة، أكد أن “المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة للاحتلال بعد السابع من أكتوبر تتجاوز ما قدمتها له بعد اتفاقية كامب ديفيد 1978، وبعد حرب 1973، حيث بدأت المساعدات له كمساعدات اقتصادية بعد قيام الدولة 1948، وخلال إدارة الرئيس جو كينيدي، وأصبحت في الغالب مساعدات عسكرية، وتزايدت بعد حرب 1967، وفي السبعينيات في إطار الحرب الباردة”.
يندا بيليمز، التي قادت فريق إعداد الدراسة، كشفت أنه “بين 1951 و2024، وصلت المساعدات الأمريكية لإسرائيل إلى 317 مليار دولار، منها 251 مليارًا بشكل مباشر، ومن ضمن هذه المساعدات العسكرية أيضًا نشر 40 ألف جندي أمريكي في الشرق الأوسط في سلسلة طويلة من القواعد العسكرية في العراق والإمارات والسعودية وجيبوتي وإسرائيل”.
وأشارت إلى أن “السيناتور بيرني ساندرز قدم في 25 سبتمبر، مشروع قانون للحد من مبيعات الأسلحة الهجومية لإسرائيل إلى 20 مليار دولار، وهو ما لن يسمح للحكومة الأمريكية ببيع كمية غير محدودة من الأسلحة، ووصف هذه المتطلبات بأنها “شائنة”، مع أنه من بين الأصوات القليلة في مجلس الشيوخ التي تنتقد مبيعات الأسلحة للاحتلال، فيما بررت إدارة بايدن علنا مساعداتها العسكرية الخارجية لإسرائيل كأساس لخلق فرص عمل للأمريكيين لتجديد مخزون الذخيرة المرسلة إليها”.