أكد أنّ “مساندة غزة واجب”: نعيم قاسم يكشف برنامجه بعد انتخابه أمينا عاما لحـ.ز.ب الله..
جنوب لبنان ــ الرأي الجديد
كشف الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، الأربعاء، عن برنامج عمله بعد انتخابه في منصب الأمين العام خلفا لسلفه حسن نصر الله الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي في بيروت الشهر الماضي، مشددا على أن مساندة قطاع غزة في وجه الاحتلال الإسرائيلي أمر “واجب”.
وقال قاسم في أول كلمة مصورة له بعد انتخابه أمينا عاما لحزب الله، إن “برنامج عملي هو استمرار لنهج حسن نصر الله، سنبقى بمسار الحرب وفق التطورات ومقاومتنا وجدت لتحرير الأرض ومواجهة الاحتلال ونواياه التوسعية”.
وأضاف أن “مساندة قطاع غزة كانت واجبة لمواجهة خطر إسرائيل على المنطقة من بوابة القطاع، ولأهلها علينا جميعا حق إنساني وعربي وإسلامي وقومي بأن ننصرها”.
ووصف أمين عام حزب الله، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، يحيى السنوار، الذي استشهد بعد اشتباك مسلح مع الاحتلال في غزة بأنه “أيقونة البطولة لفلسطين وأحرار العالم”، مشيرا إلى أنه “قاوم حتى آخر رمق، وأمة أنجبت يحيى ستحيا”، حسب تعبيره.
وشدد قاسم على أن حزب الله “سيبقى في طريق الحرب ضمن التطورات المرسومة”، موضحا أن “المقاومة وجدت من أجل تحرير الأرض ومواجهة الاحتلال ونواياه التوسعية”.
ومضى قائلا: “قلنا خلال 11 شهرا إننا لا نريد حربا لكننا مستعدون للانتصار إذا فرضت علينا”، مشددا على أن حزب الله “لا يقاتل نيابة عن إيران بل من أجل حماية لبنان وتحرير أرضنا وإسنادا لقطاع غزة”.
ولفت أمين عام حزب الله إلى أن الاحتلال الإسرائيلي “يعتدي يوميا على لبنان منذ عام 2006″، وبيّن أن “إسرائيل لم تكن ملتزمة بالقرار رقم 1701 وأحصينا 39 ألف خرق جوي وبحري للقرار”.
وحول قرار حزب الله بدء مساندة غزة في الثامن من أكتوبر عام 2023 والانتقادات المثارة حول هذا القرار، فقد قال نعيم قاسم إن “النيات العدوانية الإسرائيلية تجاه لبنان كانت واضحة”، وأكد أن دولة الاحتلال الإسرائيلي “ليست بحاجة لذرائع كي تباغتنا بالهجوم”.
وشدد على أن “هذه الحرب إسرائيلية أمريكية أوروبية عالمية فيها كل الإمكانات للقضاء على المقاومة وشعوب المنطقة تستخدم فيها كل الوحشية والإبادة والإجرام”، حسب تعبيره.
ولفت نعيم قاسم إلى أن حزب الله تعافى بعد الضربات الإسرائيلية التي تلقاها أواخر الشهر الماضي وأسفرت عن اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، قائلا: “نهضنا بعد الضربات التي تعرضنا لها لأننا مؤسسة متماسكة وإمكاناتها كبيرة”.
ومنذ 23 سبتمبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة وغير مسبوقة على مواقع متفرقة من لبنان، ما أسفر عن سقوط الآلاف بين شهيد وجريح، فضلا عن نزوح ما يزيد على الـ1.2 مليون، وفقا للبيانات الرسمية.
في المقابل، يواصل حزب الله عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي موسّعا نطاق استهدافاته؛ ردا على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في لبنان، منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الكبير ضد الأراضي اللبنانية.
السيرة الذاتية للشيخ نعيم قاسم
ولد الشيخ نعيم قاسم في لبنان وتعرف على الحركات الإسلامية في شبابه. وبعد الثورة الإسلامية في إيران وتشكيل حركات المقاومة الإسلامية في المنطقة، انضم إلى حزب الله وأصبح تدريجياً أحد الشخصيات البارزة في هذه الجماعة.
ومنذ العقود الماضية وحتى اليوم، ينشط في مناصب مختلفة في حزب الله، وكان له بقيادته الحاسمة دور مهم في قرارات حزب الله واستراتيجياته. بصفته نائبًا للأمين العام، فهو يتعاون بشكل وثيق مع السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وهو مستشار ومنسق معه في العديد من القضايا الكلية والاستراتيجية لحزب الله.
في العديد من الخطب والمقابلات، أوضح الشيخ نعيم قاسم بوضوح مواقف حزب الله وسياساته. ومن أهم المبادئ التي يؤكد عليها، مسألة مقاومة النفوذ الأجنبي، وخاصة إسرائيل وأميركا، في لبنان والمنطقة. ويعتبر حزب الله قوة مقاومة هدفها الأساسي الدفاع عن لبنان والحفاظ على استقلال هذا البلد.
وفي هذا الصدد، أكد الشيخ نعيم قاسم مراراً وتكراراً أن حزب الله لا يعمل كقوة عسكرية فحسب، بل يسعى إلى إنشاء منصات اجتماعية واقتصادية وثقافية لدعم المجتمع اللبناني ومنع نفوذ القوى الأجنبية.
وإلى جانب الأنشطة السياسية، لعب الشيخ نعيم قاسم أيضًا دورًا بارزًا في المجالات الثقافية والاجتماعية.
وقد تناول في محاضراته وأعماله القضايا الدينية والتربوية وحاول تعزيز ثقافة المقاومة والاكتفاء الذاتي لدى الشعب اللبناني، وخاصة جيل الشباب، من خلال الاستشهاد بالتعاليم الإسلامية. ويؤكد على ضرورة التعليم والتدريب الإسلامي والوطني ويرى أنه يجب تعريف الشباب بالقيم الدينية والأخلاقية والثقافية منذ الطفولة حتى يتمكنوا من العمل كأشخاص مطلعين ومقاومين ضد التهديدات الثقافية والاجتماعية في المستقبل.