نيويورك ــ الرأي الجديد
وقعت أكثر من 100 دولة عضو في الأمم المتحدة على رسالة لدعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رداً على إعلان وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه “شخص غير مرغوب فيه”، ومنعه من دخول تل أبيب.
وبدأت الرسالة، التي وقعتها في البداية دول تشيلي والبرازيل وكولومبيا وجنوب أفريقيا وأوغندا وإندونيسيا وإسبانيا وغويانا والمكسيك، ثم انضمت دول أخرى إليها، بإدانة بيان كاتس، وأعربت الدول “الدعم الكامل والثقة في الأمين العام وعمله”.
وجاء في الرسالة أن “موقف إسرائيل تجاه غوتيريس يقوض قدرة الأمم المتحدة على تنفيذ تفويضها الذي يشمل التوسط في النزاعات وتقديم الدعم الإنساني”، وأعربت الرسالة عن قلقها من أن “هذا الموقف قد يؤدي إلى تأخير إنهاء جميع الأعمال العدائية وإنشاء مسار موثوق نحو حل الدولتين”. وأضافت الرسالة: “دور الأمين العام ضروري في تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المتصارعة”، داعيةً إلى “احترام قيادة الأمم المتحدة ومهمتها”، بحسب ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست”.
وفي مطلع الشهر الحالي، هاجم كاتس الأمين العام للأمم المتحدة، واصفاً إياه بأنه “شخص غير مرغوب فيه”، وقرر منعه من الدخول إلى إسرائيل. وجاء في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية: “من لا يستطيع أن يدين بوضوح الهجوم الإجرامي الإيراني على إسرائيل، لا يستحق أن تطأ قدمه الأراضي الإسرائيلية”. وأضاف “يدور الحديث عن أمين عام يكره إسرائيل، ويدعم الإرهابيين والمغتصبين والقتلة. سيبقى غوتيريس في الذاكرة باعتباره وصمة عار في تاريخ الأمم المتحدة”، وفق ما جاء من مزاعم في البيان الإسرائيلي.
هجوم إسرائيلي عنيف ولا أخلاقي
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها غوتيريس لهجوم إسرائيلي، إذ سبق أن وصف كاتس، في 23 مارس الماضي، الأمم المتحدة بأنها “منظمة معادية للسامية وإسرائيل”، بعد أن دعا غوتيريس إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة بقطاع غزة، وتحدث عن خطورة الوضع الإنساني لدى زيارته الجانب المصري من رفح. وقال كاتس حينها على منصة إكس: “في ظل قيادته (غوتيريس)، صارت الأمم المتحدة منظمة معادية للسامية ومعادية لإسرائيل تؤوي الإرهاب وتشجعه”، على حدّ زعمه.
وقال غوتيريس من رفح المصرية وقتذاك، إنّ “الفلسطينيين من أطفال ونساء ورجال يعيشون كابوساً لا ينتهي” في ظروف كارثية، مضيفاً: “لا شيء يبرر الهجمات المروعة التي قامت بها حركة حماس في السابع من أكتوبر، ولا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.
وسبق أن هاجمه وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق إيلي كوهين، في ديسمبر الفائت، معتبراً أنّ ولاية غوتيريس تمثّل “تهديداً للسلام العالمي”، بعد أن طلب الأخير تفعيل آلية نادرة في مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب على غزة.
وقبل ذلك، هاجمه المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، في نوفمبر الفائت، بعد انتقاده القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، معتبراً أنه “لا يمكنه أن يظل أميناً عاماً ولو لدقيقة أخرى”.