رجاء بن سلامة: السّلطة وظّفت كلّ شيء لتؤبّد نفسها
تونس ــ الرأي الجديد (فيسبوكيات)
اعتبرت الأستاذة الجامعيّة والناشطة رجاء بن سلامة، أن “معركة الانتخابات الرئاسيّة لم تكن متكافئة، وأن السلطة وظّفت كل الوسائل المتاحة لتأبيد نفسها في الحكم”.
وأضافت بأن “التّاريخ سيقول كلمته في حقيقة اﻷرقام، وحقيقة التّصويت”، مشدّدة على أنّ “الحقيقة تظهر دائما، عاجلا أو آجلا”.
وفي تدوينة نشرتها على صفحتها الشخصية بفيسبوك اليوم الاثنين، بعنوان “معركة غير متكافئة ورهانات قادمة”، كتبت بن سلامة تقول: “المهمّ أنّ معركة هذه الانتخابات الرئاسيّة لم تكن متكافئة، وأنّ السّلطة الحاكمة وظّفت كلّ شيء، من نظام التّزكيات إلى القضاء العدليّ واﻹعلام، إلى البرلمان، وسبر اﻵراء، لكي تؤبّد نفسها”.
توظيف “مأساوي وظالم”
ووصفت هذا التّوظيف الذي كان ــ في رأيها ــ بلا حدود، بأنه “كان مأساويّا وظالما، بحيث أنّ عدّة مترشّحين لم يُقصَوا فحسب، بل حُكم عليهم بالسّجن، وأحد المترشّحين المتبقين، العيّاشي زمّال، حكم عليه بـ14 عاما من السّجن، لأنّه مارس حقّه في التّرشّح، وتمسّك بهذا الحقّ رغم مسلسل تنكيل لا يليق بأيّ بلاد تحترم مواطنيها وقوانينها”.
وحرصا منها على إقامة معادلة لا تقسم الطبقة السياسية، أوضحت الجامعيّة، المعروفة بجرأة مواقفها، بأنّ “من دعا إلى مقاطعة الانتخابات لم يخطئ، كما لم يخطئ من تمسّك باﻷمل ودعا إلى التّصويت”..
وقالت: “إنّ الخطأ هو ما نراه أمامنا. الخطأ هو منطق الشّوكة والغلبة، والخطأ هو الاستقواء بالقضاء، وتوظيفه، والخطأ هو تكميم اﻷفواه، ووضع المخالفين في الرّأي والمنافسين في السّجون”، على حدّ تعبيرها..
الأغلبية الصامتة
وتطرّقت بن سلامة في تدوينتها إلى الأغلبيّة الصامتة من التونسيّين، وقالت إن هناك أغلبيّة صامتة هي في حدود 70 ٪ لم تدل برأيها.
وبيّنت أنه من غير المجدي الحديث عن “الشّعب” واﻷغلبيّة في مقابل النّخب، وهناك حوالي 94 ٪ من شباب البلاد لم يصوّت.. وتابعت: “والرّهان السّياسي اﻷوّل اليوم هو في التّوجّه إلى هؤلاء وفي مخاطبتهم، والرّهان الثّاني هو في وضع حدّ للظّلم، وإطلاق سراح مساجين الرّأي، وإعادة الاعتبار إلى الحرّيّات الأساسيّة، وتحرير السّياسة والعمل المدنيّ من التّخوين والاتّهامات الباطلة بالفساد”.
أما الرهان الثالث، وفق تقديرها، “فيقع على المدى الطّويل، وهو مواصلة التّربية والتّعليم والاستثمار في اﻹنسان، لتكوين مواطنين أحرار، ومتمسّكين بحلم دولة القانون، وحلم الدّولة القويّة والعادلة، وحلم تحرير الاقتصاد من قيود الرّيع والبيروقراطيّة”، حسب قولها.