أحداثأهم الأحداثدولي

مبادرات “وقف إطلاق النار” الأمريكية: هدف حقيقي أم أداة لكسب الوقت؟

واشنطن ــ الرأي الجديد (تقرير)

قال المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز “ريكونسنس” للبحوث والدراسات (مستقل مقره الكويت)، عبد العزيز العنجري، أن الوساطات والمبادرات التي تقودها واشنطن في الساحة اللبنانية ليست هدفاً بحد ذاتها، بقدر ما تستخدم لتحسين صورة الولايات المتحدة، على الساحة الدولية”، حسب قوله.


أداة لكسب الوقت وتبييض المواقف
وأضاف في حديث مع “قدس برس” قائلا: “كما رأينا في غزة. تُستخدم هذه الوساطات لإدارة الأزمات، كأداة لكسب الوقت وتبييض المواقف، دون تحقيق أي تقدم ملموس لوقف الصراع”، و”دون إحداث تغيير حقيقي على الأرض”.
وشدد العنجري، وهو أيضاً عضو نادي الصحافة الوطني في واشنطن، على أن “الدعم الأمريكي المتواصل لإسرائيل، سواء في غزة، أو في لبنان، يزيد الشكوك حول نوايا هذه الوساطات”.
مؤكدا على أن “العالم لم يعد يرى في الولايات المتحدة وسيطًا نزيهًا أو عادلاً، وذلك نتيجة لمواقفها المتناقضة وتفضيلها مصالحها الاستراتيجية على الحلول العادلة للنزاعات”.
وكانت الولايات المتحدة، أطلقت مبادرة مشتركة مع عدد من الدول الغربية والعربية، للدعوة إلى “وقف إطلاق النار بين (حزب الله) اللبناني والاحتلال لمدة 21 يوما، من أجل إفساح المجال للتوصل إلى تسوية سياسية”.

ولا يعتبر المقترح الأمريكي، أول مبادرة من نوعها لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية التي اندلعت ضد غزة منذ نحو عام، قبل أن تنتقل إلى لبنان، فقد تقدمت الإدارة الأمريكية بعدد من المبادرات والمقترحات، التي لم تسفر عن أي حلول واقعية أدت إلى وقف شلال الدم.

وتحدث العنجري عن ازدواجية المعايير الأمريكية في التعامل مع النزاعات الإقليمية “فتدعي السعي لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، لكنها تشعل النزاعات”.
وضرب مثلا على ذلك قائلا “تدعم الولايات المتحدة وساطة في لبنان لمنع التصعيد الإيراني، بحجة أنه تهديد للنظام الدولي، وفي المقابل، تسهل التعاون العسكري بين أذربيجان وإسرائيل، مما يزيد الضغوط على إيران”.
مشيرا إلى أن “هذا التناقض يعكس كيف تساهم الولايات المتحدة في تأجيج الصراعات عوضا عن حلها، انطلاقاً من مصالحها الاستراتيجية”.

الهدنة لتجاوز أزمة الصواريخ لدى “إسرائيل”
من ناحيته، اعتبر الخبير العسكري، محمد مغاربة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، واجه نقصا كبيرا في الذخائر والصواريخ بعد أيام قليلة من بدء عدوانه على لبنان، الأمر الذي دفع واشنطن إلى تحرك سريع للوصول إلى هدنة، معتبرا أن المحاولات الأمريكية هذه المرة حقيقية.

وذكّر مغاربة في حديث مع “قدس برس”، كيف أن واشنطن وجهت انتقادات لسلوك جيش الاحتلال، في بداية عدوانه على غزة، بسبب عدم الاقتصاد باستخدام الذخيرة والصواريخ، والإفراط في القصف المكثف.
وقال “الحالة تتكرر الآن مع جيش الاحتلال في حربه على لبنان، حيث ضرب في زمن قياسي أهداف كبيرة، بطريقة غير مفهومة ومسبوقة في العرف العسكري، ما أدى إلى نفاذ سريع للذخيرة الجوية المتطورة والمخصصة للتحصينات و للأعماق”.
وأشار إلى أن الاستراتيجية العسكرية لجيش الاحتلال “تركز على المعارك الجوية في حربها على لبنان، الأمر الذي استنفذ الصواريخ الجوية، في الوقت الذي لا يستطيع فيه تغطية النقص عبر الأسلحة الأخرى كالمدفعية والدبابات والقطع البحرية”.
واعتبر مغاربة أن “هذا الخلل الميداني والعسكري الذي تتعرض له قوات الكيان، هو حقيقة ما يفرض على أمريكا إيجاد مخرج من هذا المأزق، ومن ذلك ما فرض عليهم المسارعة إلى هدنة”.
منح الوقت لمصانع الذخيرة لتغطية النقص في تل أبيب
ولفت إلى أنه “من المثير أن الإدارة الأمريكية تروج لمبادراتها على أنها مكرمة وعطية من أمريكا إلى لبنان وغزة، بينما الحقيقة هي حاجة أمريكا وإسرائيل، إلى وقت لتمكين مصانع الذخيرة الأمريكية من تغطية النقص الذي تعانيه أساساً المخازن الأمريكية”.
وشدد الخبير العسكري قائلا “عندهم نقص حقيقي (الأمريكان)… خاصة في صواريخ الأعماق المخصصة لاختراق التحصينات الجبلية، وهي مكلفة جدا، وتصنيعها دقيق ومعقد”.
ورأى أن “الهدنة التي يروج لها الأمريكي، ما هي إلا تسويف وتغطية شيطانية للانتكاسة الكبيرة التي لحقت بالكيان (الإسرائيلي)، ونتاج خوف من تصعيد حزب الله كما ونوعا”، وفق تقديره.

وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، هجوما جويا ومدفعيا واسعا على لبنان، يوم 23 سبتمبر الجاري، واستهدفت الغارات مناطق واسعة جنوب البلاد وشرقها، أدت إلى دمار كبير في عدة قرى ومواقع استراتيجية.

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى