الانتخابات الأمريكية: ترامب مصرّ على كسر التقاليد الانتخابية بعد 7 عقود
واشنطن ــ الرأي الجديد
تقليد مصاحب للانتخابات الرئاسية الأمريكية يعود إلى العام 1952، يبدو أنه سيغيب عن السباق الحالي نحو البيت الأبيض. فمنذ 72 عاما، دأب المرشحون الرئاسيون في الولايات المتحدة على تلقي إحاطات استخباراتية عن التحديات الأمنية التي تواجه البلاد، وذلك خلال حملتهم الانتخابية ليكونوا جاهزين لمواجهتها فور دخولهم إلى المكتب البيضاوي.
وذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي أن الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب، قرر كسر هذا التقليد، بإعلانه أنه سيرفض تلقي إحاطات استخباراتية خلال حملته الانتخابية، لتجنب اتهامه بتسريب المعلومات.
وبحسب “أكسيوس” فإن الإحاطات الاستخباراتية المقدمة للمرشحين الرئاسيين إلى مساعدتهم على فهم التحديات الأمنية الوطنية التي قد يواجهونها والاستعداد لها.
لا لتقويض الأمن القومي
وتساعد تلك المعلومات المرشحين أيضًا على ضمان عدم قولهم أي شيء من شأنه تقويض الأمن القومي للولايات المتحدة، كما أوضح مايكل موريل، القائم بأعمال مدير وكالة المخابرات المركزية السابق، في جلسة أسئلة وأجوبة مع مركز الانتقال الرئاسي.
ولكن ترامب يواجه اتهامات فيدرالية بسبب مزاعم بإساءة التعامل مع وثائق سرية، وهو ما أدى إلى تفاقم العلاقات المتوترة بالفعل بينه وبين مجتمع الاستخبارات الأمريكي.
في عام 2021، سحب الرئيس بايدن حق ترامب في الوصول إلى الإحاطات السرية، والتي عادة ما يحق للرؤساء السابقين الحصول عليها، مبررا ذلك بـ”السلوك غير المنتظم” لسلفه.
ويثير احتمال امتناع البيت الأبيض عن تقديم تلك الإحاطات لترامب، مخاوف من استغلاله هذا الموقف للحشد ضد أجهزة الأمن والاستخبارات واتهامها بالتحيز ضده.
وكانت وكالات الاستخبارات الأمريكية تخطط لتزويد ترامب بإحاطات إعلامية بمجرد حصوله على ترشيح الحزب الجمهوري، بحسب شبكة “إن بي سي نيوز”.
ولكن ترامب قال: “لا أحتاج إلى هذا الإيجاز.. يأتون ويقدمون لك إيجازًا.. ثم بعد يومين يسربونه ثم يقولون إنك سربته”.
وأضاف الملياردير الجمهوري “لذا فإن الطريقة الوحيدة لحل هذه المشكلة هي عدم الخضوع لها.. سأحضر الكثير من الإحاطات عندما أصل إلى هنا”.
معلومات سرية.. ولكن
وأشار مسؤولون حاليون وسابقون إلى أن إحاطات المرشحين الرئاسيين، رغم كونها سريةً، فإنها تستبعد المصادر والتفاصيل الحساسة.
ورأى مسؤول كبير أنه لا يوجد ما يمنع الإدارة قانوناً من مشاركة مواد سرية مع ترامب، حتى لو ثبتت إدانته في محاكمته بفلوريدا.
يذكر أن ترامب قام خلال رئاسته الأولى بتسريب تفاصيل عملية استخباراتية إسرائيلية سرية للغاية إلى مسؤولين روس رفيعين في المكتب البيضاوي. وفي حالة أخرى، قام بتغريد صورة التقطها قمر تجسس صناعي سري.