قوات حفتر تتحرك نحو الجنوب الليبي.. ما علاقة روسيا والإمارات والجزائر بهذا التحرك؟؟
طرابلس / ليبيا ــ الرأي الجديد
ناشدت الأمم المتحدة إلى “وقف التصعيد” في ليبيا بعد عودة شبح الحرب الأهلية، عقب أربع سنوات من وقف إطلاق النار، وذلك إثر تحرك قوات حفتر باتجاه مناطق في الجنوب الغربي، تسيطر عليها حكومة طرابلس المعترف بها دولياً.
ودعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في بيان صحفي لها أمس الجمعة، إلى “وقف التصعيد العسكري”، و”تجنب المزيد من التوترات”، بعد تحركات لقوات موالية لخليفة حفتر في جنوب غرب البلاد، التي تسيطر عليها الحكومة المناوئة لحفتر والمتمركزة في طرابلس.
وطالبت البعثة الأممية، “جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب أي عمل عسكري استفزازي يمكن أن يعرض الاستقرار الهش في ليبيا وأمن سكانها للخطر”.
قلق في الاتحاد الأوروبي
من جهتها أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي عن قلقها، إزاء التحشيدات والتحركات العسكرية الأخيرة في المنطقة الجنوبية والغربية، وأكدت أن استخدام القوة من شأنه أن يضر بالاستقرار في ليبيا، ويؤدي إلى معاناة إنسانية، وينبغي تجنبه مهما كلف الأمر.
ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف للدخول في حوار، لمنع الانقسام والحفاظ على الاستقرار، واتفاق وقف إطلاق النار، وحث جميع الأطراف الليبية الفاعلة، والمجموعات المسلحة، على ضبط النفس، ووقف التصعيد بشكل عاجل.
كما أعلنت دول أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، أنها تشاطر المجتمع الدولي مخاوفه، إزاء التحركات العسكرية الجارية في منطقة جنوب غرب ليبيا، وأكدت أن التحركات العسكرية تهدد بالتصعيد والمواجهة العنيفة.
ودعت هذه الدول قوات الأمن في الشرق والغرب إلى اغتنام الفرصة، للتعاون لنشر تدابير فعالة لتأمين الحدود وحماية سيادة ليبيا.
المجلس الرئاسي يعقد اجتماعا عسكريا موسعا
المجلس الرئاسي الليبي يتحرك
وفي طرابلس أمر المجلس الرئاسي بصفته قائداً أعلى للجيش، بعودة كافة القوات إلى ثكناتها بشكل فوري، ومنع أي تحرك دون إذن من القائد الأعلى، وأكد أن رفع درجة الاستعداد وحشد القوات والإذن بتحركها، هي اختصاص أصيل للقائد الأعلى للجيش الليبي دون غيره.
وحذر المجلس الرئاسي من أن هذه الأعمال قد تدخل البلاد في حالة من الفوضى وتؤثر سلباً على حالة الأمن وتعتبر خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار.
هذا وكانت هيئة الأركان العامة لقوات حكومة الوحدة الوطنية، المتمركزة في طرابلس (غرب)، قد أعلنت الخميس، وضع وحداتها “في حالة تأهب”، وأمرتها “بالاستعداد لصدِّ أي هجوم محتمل”.
أهداف قوات حفتر
ووفقاً لوسائل إعلام محلية ومحللين، فإن الهدف المحتمل للقوات الموالية لحفتر، يكمن في السيطرة على مدينة غدامس الحدودية الحيوية، التي يوجد بها مطار دولي ومنفذ بري يربطها بالجزائر، الواقعة على بعد 650 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة. وتخضع غدامس حالياً لسيطرة حكومة طرابلس.
وسارعت القوات الموالية لحفتر في وقت متأخر ليلة الخميس، في بيان مصور تلاه أحد قادتها، إلى توضيح حقيقة التحركات العسكرية، مؤكدة قيامها “فقط بتأمين المناطق الخاضعة لسيطرتها في الجنوب الغربي”. ولم تشر إلى نيتها التقدم إلى مدينة غدامس من الأساس.
ويرى مراقبون جزائريون، أن توجه قوات حفتر إلى الجنوب الليبي، ليس قرارا ليبيا خالصا، وإنما هو جزء من تصعيد روسي إماراتي ضد الجزائر والنظام الحاكم فيها تحديدا..
حفتر الذي يقود الإرباك في ليبيا منذ 8 سنوات
يذكر أن ليبيا تعيش انقساما بين حكومتين: الأولى معترف بها دولياً في طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية في شرق البلاد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر.
وشنّ حفتر بدعم عسكري من حلفائه (روسيا ومصر والإمارات العربية المتحدة) هجومًا واسعا في الفترة من أفريل 2019 إلى جوان 2020 للسيطرة على طرابلس. وتم إيقافه على أطراف المدينة من قبل قوات حكومة الوحدة الوطنية المدعومة من تركيا، قبل انسحاب قواته بالكامل إلى الجفرة وسرت وسط ليبيا.