الأصوات المسلمة “تعاقب” حزب العمال في بريطانيا.. ولـ “غ.ز.ة” تأثيراتها
لندن ــ الرأي الجديد
تشير نتائج الانتخابات العامة في بريطانيا التي جرت الخميس؛ إلى انخفاض عدد أصوات المسلمين التي ذهبت لصالح حزب العمال، وهذا أثر في النتيجة على العدد الكلي للأصوات التي حصل عليها الحزب، وهو ما فسرته وسائل إعلام بريطانية بأنه مرتبط بموقف الحزب من الحرب على غزة.
ونتج عن ذلك خسارة الحزب عددا من المقاعد في دوائر يشكل المسلمون نسبة كبيرة من ناخبيها وتعتبر دوائر مضمونة في العادة للعمال.
زيادة في عدد المقاعد وتراجع أعداد المصوتين
ومع اكتمال فرز الأصوات في 648 دائرة من أصل 650 دائرة، فقد حصل العمال على أغلبية 412 مقعدا، أي بزيادة 211 مقعدا مقارنة بالانتخابات السابقة عام 2019.
لكن هذه الزيادة في المقاعد لا تعكس الواقع الحقيقي لعدد الأصوات التي حصل عليها الحزب. فالبرغم من تراجع عدد أصوات الحزب مقارنة بنتائج انتخابات عامي 2017 و 2019 في ظل قيادة جيرمي كوربين للحزب، فإن طبيعة النظام الانتخابي في بريطانيا تتيح للأحزاب الكبيرة تحقيق نسبة كبيرة من المقاعد بفارق ضئيل في نسبة الأصوات. وقد استفاد حزب العمال من تراجع أصوات حزب المحافظين بنحو 20 في المئة، ذهبت في غالبيتها لحزبي الإصلاح اليميني المتطرف والديمقراطيين الأحرار، وليس لحزب العمال الذي فقدَ في الواقع مئات الآلاف من الأصوات.
جدول توضيحي للتراجع الحاصل في نسبة التصويت لحزب العمال
وبشكل عام، انخفضت نسبة التصويت بما يتراوح بين 2 و15 في المئة بعض الدوائر، وهو الأمر الذي تكرر في الانتخابات المحلية وعُزي بشكل أساسي إلى امتناع العديد من المسلمين عن التوجه لصناديق الاقتراع احتجاجا على موقف الأحزاب.
المسلمون يعاقبون “العمال”
وتشير أرقام رصدتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إلى انخفاض أصوات العمال بمعدل 11 في المئة في المناطق التي تزيد فيها نسبة المسلمين عن 10 في المئة من الناخبين، في حين ترتفع هذه النسبة إلى أكثر من 35 في المئة في المناطق التي تزيد نسبة المسلمين عن 30 في المئة. وقدرت محطة سكاي نيوز تراجع تصويت المسلمين لحزب العمال بنحو 14.2 في المئة بشكل عام.
وكانت حملة “الصوت المسلم” التي أطلقها نشطاء مسلمون وعرب قبيل الانتخابات؛ قد حددت 90 دائرة انتخابية تتجاوز فيها نسبة الناخبين المسلمين 10 في المئة من مجموع الناخبين، حيث تم اختيار مرشح لدعمه في كل دائرة. وبين هؤلاء المرشحين مستقلون أو من ينتمون للأحزاب الصغيرة.
المحافظون ينسحبون من الحكم بخيبة كبيرة
من أجل غزة.. وزير يخسر مقعده.. وآخر بصعوبة
وفي ما وُصفت بأنها مفاجأة كبرى، خسر وزير الظل جوناثان أشوورث في دائرة جنوب ليستر بوسط إنكلترا، وهي منطقة فاز العمال في الانتخابات الماضية بفارق 22 ألف صوت.
وفاز في هذه الدائرة التي يشكل المسلمون 30 في المئة من ناخبيها؛ المرشح المستقل شوكت آدم، المدعوم من كوربين، بفارق 979 صوتا. وفور فوزه قال شوكت: “هذا من أجل غزة”. وبلغ حجم خسارة العمال في هذه الدائرة 35 نقطة مئوية مقارنة بالانتخابات السابقة عام 2019.
أسماء داعمي غزة الفائزين
وفي المجمل، ومع اكتمال الفرز في كافة الدوائر (باستثناء دائرتين) فقدَ العمال ستة مقاعد في المناطق التي يشكل المسلمون نسبة كبيرة من الناخبين فيها.