قال الخبير منير أديب، في حديث للموقع، إنّ “إيران نشرت أذرعها في عدد من الدول العربية، بما يخدم أجندتها السياسية والعسكرية المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة”.
وأضاف: “ما يأتي من تطوّرات سياسية في العلاقات بين تونس وإيران لا ينفصل عمّا يحدث من تداعيات الحرب في غزة والصراع في الشرق الأوسط، إذ إنّ التصريحات الرسمية التونسية الرافضة للاحتلال التي تتوافق مع التصريحات الإيرانية، تلقى تأييدا جماهيريا في تونس”.
وكان قيس سعيّد من بين الزعماء العرب القلائل الذين شاركوا في مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي الذي قضى هو ومسؤولون إيرانيون آخرون في حادثة تحطّم طائرة.
كما باتت تونس من البلدان العربية المحدودة التي تسمح للإيرانيين بزيارتها دون تأشيرة، بعد بدء سريان قرار إلغاء التأشيرة منذ 15 جوان.
وتابع أديب: “هناك دول تريد أن تواجه (إسرائيل) من خلال إقامة علاقات قوية أو متوازنة حتى مع إيران. ويبدو أنّ تونس من هذه الدول وتتّجه إلى علاقات واضحة بما يخدم مصالحها الداخلية والخارجية”.
الخروج عن التقاليد الدبلوماسية التونسية
من جهته، يؤكّد شاران غريوال، من معهد “بروكينغز ” للفكر في واشنطن، في تصريحه لموقع “الحرة” الأمريكي، أنّ “هجمات حماس في السابع من أكتوبر، والحرب التي تلتها، ساهمت في تسريع انفصال سعيّد عن التقاليد التونسية الأكثر اعتدالا. إذ أصبحت تونس أكثر تحفّظا على مصطلحات إقامة دولة فلسطينية على حدود جوان 1967 وحلّ الدولتين، وبدلا من ذلك، دعمت إقامة دولة مستقلة على كامل أراضي فلسطين وعاصمتها القدس”.
ووفق موقع “الحرة”، يواجه قيس سعيّد، منذ الاستيلاء على السلطة قبل ثلاثة أعوام، انتقادات دولية واسعة، لكن ما تلا “ذلك من تعزيز سيطرته سمح له بتغيير السياسة الخارجية لتونس تدريجيا”، حسب غرويال، الذي كتب في مقال تحليلي في شهر جوان الجاري: “في هذا السياق من العزلة، ينبغي لنا أن ننظر إلى تواصل سعيّد الأخير مع إيران والصين وروسيا”.
ويقول أديب في حديثه للحرّة: “العالم ينقسم بشكل حقيقي بين من مع من، وفي أيّ جبهة، أو في أيّ حلف. واختارت تونس أن تكون مع روسيا والصين وإيران”.