“وفيات حجاج تونسيين”… تساؤلات حول بعثات الإرشاد.. وغياب الوزارة.. والمطالبة بتحقيق لتحديد المسؤوليات
تونس ــ الرأي الجديد / صالح
وتداول رواد التواصل الاجتماعي، ومن بينهم عائلات الحجاج، أخبار عن وفاة عدد غير محدد من الحجيج التونسيين، إلى جانب فقدان آخرين، خصوصا في يوم عرفات، وعند النفور إلى مزدلفة..
وأطلقت عائلات بعض الحجيج نداء استغاثة لمعرفة حقيقة الأنباء المتداولة بشأن ذويها، فيما توفي حاج من حمام سوسة، وهو المحامي نادر الدواس، إثر نداء استغاثة أطلقه على فيسبوك، وتوجه به إلى المسؤولين عن وزارة الشؤون الدينية، بشأن غياب البعثات المسؤولة عن أمن وسلامة الحجيج التونسيين.
نفي… وتكذيب
وكان المنسق العام للبعثة التونسية الرسمية للحج، حمادي السوسي، نفى في وقت سابق قبل يومين، “تسجيل وفيات في صفوف حجيج تونسيين مسجلين رسميا”، في إشارة إلى أن المتوفين ليسو في القائمة الرسمية، وهم ما يعرفون بــ “الحجيج الفرادى”..
فيما لم تصدر توضيحات رسمية، لا من وزارة الشؤون الدينية، ولا من وزارة الشؤون الخارجية، المعنية بالتونسيين الموجودين خارج أرض الوطن، إلى حدّ الآن.
ونشر عدد من الحجيج التونسيين صور المفقودين بالموت أو بالحياة، مكذبين بذلك، نفي المنسق العام للبعثة التونسية الرسمية للحج، وسط استنكار كبير لصمت هذه الجهات المعنية..
وأشار بعض هؤلاء بشكل واضح إلى ما اعتبروه استهانه بالتونسيين، ومحاولة للتفريق بين الحجيج المسجلين رسميا، والآخرين الذين قصدوا بيت الله الحرام فرادى، سواء من تونس أو من الخارج، متسائلين: “أليس هؤلاء بتونسيين.. أليس من واجب الدولة حمايتهم والاهتمام بهم وعلاجهم وتقصي أخبارهم”.
كما تساءل آخرون، عن دور البعثات الرسمية المكلفة بسلامة وأمن الحجيج التونسيين، باعتبارهم رفقاءهم المفترضين طيلة مناسك الحج ؟؟ وصب هؤلاء جام غضبهم وانتقاداتهم على “البعثة الرسمية التي تمثلها وزارة الشؤون الدينية”.
الحرارة.. وبعثات الإرشاد
ومع الارتفاع الكبير وغير المسبوق في درجات الحرارة بالبقاع المقدسة، تأثر عدد من التونسيين صحيا، خصوصا المسنون منهم من بين الحجيج، فيما لم يتعرف البعض الآخر عن الطرقات والمسالك المؤدية من وإلى عرفات ومزدلفة ومنى، وتاهوا في الطرق المؤدية إلى هذه الأماكن، وبدلا من أن يجدوا البعثات الرسمية، المكلفة بإرشادهم إلى الأماكن التي يقصدون، وجدوا أنفسهم في حالة ضياع، تائهين، زادتهم الحرارة الشديدة، تعقيدا إضافيا على وضعهم، فلقي بعضهم حتفه، فيما يجري البحث عن البعض الآخر، وسط نحو مليوني حاج.
الغريب في الأمر، أن بعض رواد وسائل التواصل الاجتماعي، وعائلا الحجيج التونسيين، استهجنوا اهتمام الوزارة بنشاط الوزير في البقاع المقدسة، ونشر تنقلاته ومقابلاته، في وقت يجري الحديث عن وفيات وحالات ضياع وتيه يعاني منها التونسيون هناك، على مقربة من الوزير أو على بعد بعض الكيلومترات منه.
وإذا لم يقع إعلام الوزير، فهذا إخلال واضح، وأما إذا تم إعلامه ولم يتحرك، وهو ما نستبعده، فهذا أيضا إخلال لا مشاحة فيه.
على أية حال، يتعيّن على السلطات المعنية، فتح تحقيق في ما جرى، لتحديد المسؤوليات، فهذه أرواح تونسيين أزهقت، وهؤلاء تونسيون، ضاعوا في طرقات مكة ومناسك الحج، ولا بد من معرفة الأسباب، بعيدا عن أي تهويل أو تمييع..