دعم عضوية فلسطين في الأمم المتحدة: الفرق بين “العضوية الكاملة” و”المراقب”.. هذه الشروط
نيويورك ــ الرأي الجديد
بقرار تاريخي وأغلبية 143 صوتًا اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا قدمته دولة الإمارات لدعم العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وتقديم توصية إيجابية لمجلس الأمن.
ويهدف هذا القرار إلى تأييد منح فلسطين عضوية أممية كاملة بعد موافقة مجلس الأمن.. فما هو وضع فلسطين الحالي؟ وما الفرق بين «العضوية الكاملة» وبين «المراقب»؟، وما المطلوب لحصولها على العضوية؟.. إليكم الإجابات:
ما هو وضع فلسطين الحالي؟
تعد فلسطين، دولة غير عضو، لها صفة المراقب بالأمم المتحدة، وهو نفس وضع الفاتيكان، وقد حصلت على هذا الوضع بعد قرار اعتمدته الجمعية العامة بأغلبية كبيرة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، بتأييد 138 دولة ومعارضة 9 وامتناع 41 عن التصويت.
وفي 2 أفريل الماضي، أرسلت فلسطين إلى الأمين العام للأمم المتحدة رسالة تطلب فيها تجديد النظر في طلبها للانضمام إلى عضوية الأمم المتحدة، وهو طلب كانت قد قدمته عام 2011.
وبعد استلام الطلب، أحاله الأمين العام إلى مجلس الأمن، الذي تناول هذه المسألة في 8 أفريل في جلسة مفتوحة.
وفي يوم 18 أفريل، اجتمع مجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع قرار يوصي الجمعية العامة للأمم المتحدة بقبول دولة فلسطين عضوا في المنظمة، صوت لصالحه 12 عضوا من بين أعضاء المجلس الخمسة عشر، وعارضته الولايات المتحدة بـ(فيتو) وامتنعت عن التصويت المملكة المتحدة وسويسرا.
كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أرسل خطابا إلى الأمين العام للأمم المتحدة في سبتمبر عام 2011 يتضمن طلب الحصول على عضوية الأمم المتحدة، وبدوره أحال الأمين العام الطلب في ذلك الوقت إلى مجلس الأمن والجمعية العامة.
ووفقا للنظام الداخلي المؤقت للمجلس، أرسل مجلس الأمن الأمر إلى لجنته المعنية بقبول الأعضاء الجدد، حيث تداول الأعضاء ولكنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق.
ماذا تعني صفة “مراقب”؟
إلى جانب الدول الأعضاء البالغ عددها 193، تضم الأمم المتحدة كيانات ومنظمات ودولا غير أعضاء تتمتع بصفة مراقب، تشارك في الاجتماعات المختلفة للمنظمة ويمكنها التحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن لا يحق لها التصويت على القرارات، كما يحق لها تقديم مقترحات وتعديلات والمشاركة في المناقشات.
ويحق للدولة المراقب غير العضو، أن تطلب الانضمام لبروتوكول المحكمة الجنائية الدولية والكثير من الاتفاقيات العالمية، وأن تقدم كذلك طلبا للحصول على مركز مراقب دائم لدى المنظمة، حال كانت عضوا في وكالة أو أكثر من الوكالات المتخصصة.
وهناك منظمات دولية تشارك أيضا بصفة مراقب في دورات وأعمال الجمعية العامة ولها مكاتب دائمة في المقر، منها جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي.
ما المطلوب لـ “العضوية الكاملة”؟
يتطلب حصول فلسطين على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة، الاتفاق بين الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن لقبول أي دولة عضو جديدة، عبر طلب عضوية الأمم المتحدة يُرسل إلى الأمين العام للأمم المتحدة ثم يُحال إلى مجلس الأمن والجمعية العامة.
ويقرر المجلس المكون من 15 عضوا، بقبول الدولة أم لا بعد أن تتداول لجنة قبول الأعضاء الجدد حول هذا الأمر، ثم يرسل قراره إلى الجمعية العامة المكونة من 193 عضوا.
وينص ميثاق الأمم المتحدة على أن “عضوية الأمم المتحدة مفتوحة لجميع الدول المحبة للسلام التي تقبل الالتزامات الواردة في هذا الميثاق والقادرة على تنفيذ هذه الالتزامات والراغبة في ذلك”.
يمكن للمجلس التصويت على مقترح الانضمام إلى عضوية الأمم المتحدة، ويجب أن يؤيد ذلك 9 أعضاء على الأقل وألا يستخدم أي من أعضائه الدائمين – الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة – حق النقض (الفيتو).
وكانت مجلس الأمن أحال طلب عضوية فلسطين إلى لجنة قبول الأعضاء الجدد التابعة له التي اجتمعت مرتين يومي 8 و11 نيسان/أبريل 2024، وفي 18 أبريل/نيسان، عارضته الولايات المتحدة بـ(فيتو) بعد تأييد من 12 دولة وامتنعت عن التصويت المملكة المتحدة وسويسرا.
ماذا تعني “العضوية الكاملة”؟
فور اعتماد القرار، يتم قبول الدولة الجديدة رسميا في الأمم المتحدة، ويترتب عليها “المشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، ودفع الاشتراكات السنوية، والتصويت على جميع القضايا التي تعرض على المنظمة”.
ويتم بعد ذلك “إضافة علم العضو الجديد إلى صف أعلام الأعضاء الممتد عبر واجهة مقر الأمم المتحدة في نيويورك ومكاتب الأمم المتحدة الرئيسية الأخرى في جميع أنحاء العالم”.
ورغم أن علم فلسطين يرفرف أمام المقر الدائم للأمم المتحدة، فإنه منفصل قليلا عن تتابع الأعلام الأخرى، كما أنه لا يتبع الترتيب الأبجدي لأعلام الدول الأعضاء.