السلطات التونسية تتهيّأ لإقامة مخيّمات للمهاجرين بترتيب إيطالي.. مصدر من المنتدى يكشف
تونس ــ الرأي الجديد (استماع)
قال رمضان بن عمر، الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، إنّ “السلطة فاقمت أزمة المهاجرين في تونس، بتعمّدها إدارة هذا الملف دون شفافية، وتعمّدها ترك المواطنين في مواجهة الوافدين”، على حدّ تعبيره.
وشدد بن عمر في حوار إذاعي، على أنّ “الدولة تمارس سياسة تمييزية في علاقة بملفّ المهاجرين غير النظاميين، حيث تنسّق مع الطرف الأوروبي، ولا تفعل ذلك مع دول الجوار ودول الجنوب”، في إشارة إلى ليبيا والجزائر ودول إفريقيا جنوب الصحراء، وهي الدول التي تأتي منها أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين..
نحو تفعيل “الحلّ النهائي”
وكشف الناطق الرسمي باسم المنتدى، أنّ “نشر هؤلاء المهاجرين في المناطق الداخلية وإبعادهم عن الولايات الكبرى والعاصمة، نحو جبنيانة والعامرة وباجة وجندوبة، يهدف بالأساس إلى خلق مناخ معاد للمهاجرين، تمهيدا لتفعيل الحل النهائي، أي “إقامة مخيّم بمنطقة بئر الفطناسية برمادة، يضم المهاجرين”، وفق تقديره، مطالبا “بإيواء المهاجرين في أماكن مفتوحة، ومواصلة العمل بنظام العودة الطوعية لهم”.
ودعا المنتدى الاجتماعي التونسي، السلطة، “بالتنسيق العاجل” مع إيطاليا والدول الأوروبية، “كي يتحمّلوا تكاليف هذه المآوي المفتوحة، وإيجاد الحلول المناسبة لها كما هو معمول به في ليبيا وأوغندا”.
وكان مئات المواطنين في ولاية صفاقس، تظاهروا خلال الأيام القليلة الماضية، للمطالبة بإبعاد آلاف المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء الموجودين في هذه المدينة، بعد أن قدم مئات منهم دفعة واحدة، وباتوا يحتلون أحياء سكنية، ويبيتون في الأماكن العامة، وفوق سطوح المنازل، بل حتى في مفترقات الطرق.
وأقام آلاف المهاجرين في منتصف سبتمبر، ملاجئ في مخيّمات مؤقتة بعد إبعادهم من وسط مدينة صفاقس، وانضم إليهم آخرون في بساتين الزيتون وفي أوساط سكنية شعبية، يرقبون فرصة الهجرة خلسة إلى إيطاليا.
خطط إيطالية في تونس
ويرى مراقبون، أنّ السلطة الحالية، بعد “انقلاب 25 يوليو”، تمارس بطءا واضحا في علاقة بتعاملها مع ملف المهاجرين، تماهيا مع الطروحات الإيطالية، التي تدفع تونس، إلى محاصرة هؤلاء في بلادنا، والاتجاه نحو إيوائهم في مخيمات للاجئين لاحقا، وفقا للرغبة الإيطالية، مقابل بعض الدعم المالي المتواضع لتونس.
وكانت تونس منعت العام الماضي، عبور أكثر من 80 ألف مهاجر من مختلف الجنسيات إلى سواحل إيطاليا، ومنذ بداية العام الجاري، منعت حوالي 22 ألف مهاجر.
الجدير بالذكر، أنّ تونس تمثّل أحد أهم مناطق انطلاق المهاجرين غير النظاميين نحو السواحل الإيطالية عبر البحر الأبيض المتوسط، قادمين، إما من دول جنوب الصحراء، أو من ليبيا أو من الجزائر..