ما الذي يحدث في جسمك أثناء الصيام لثلاثين يوما خلال شهر رمضان المبارك ؟
تونس ــ الرأي الجديد (صحّة)
في كل عام، يصوم ملايين المسلمين من شروق الشمس إلى غيابها، لمدّة ثلاثين يوما في شهر رمضان.
وفيما يلي سنشرح لك ما الذي يحدث في جسمك أثناء الصيام لثلاثين يوما ؟
من الناحية العملية، لا يدخل جسمك في “وضعية الصيام” حتى تمر ثماني ساعات على آخر وجبة تناولتها.
ويتساوى هذا الوقت تقريبا مع الوقت الذي تستغرقه القناة الهضمية في امتصاص المواد الغذائية من الطعام.
وبعد مرور هذه الساعات مباشرة، تتحول أجسامنا إلى امتصاص الجلوكوز المُخزَّن في الكبد والعضلات لتستمد منها الطاقة.
وبعد ذلك أثناء الصيام، ينفد مخزون الجلوكوز وتحل الدهون محله كمصدر للطاقة التي يحتاجها الجسم.
وعندما يبدأ الجسم في حرق الدهون، يساعد ذلك في إنقاص الوزن، والتقليل من مستوى الكوليسترول، وتقليل خطر الإصابة بداء السكري.
رغم ذلك، يسبب هبوط مستوى السكر في الدم حالة من الضعف والخمول.
وقد تتعرض للصداع، والدوار، والغثيان، وضيق التنفس.
وغالبا ما يحدث ذلك عندما يصل الجوع لديك إلى المستويات الأكثر حدة.
عندما يبدأ الجسم في التعود على الصيام، تتكسر الدهون وتتحول إلى سكر في الدم.
ويجب تعويض السوائل التي يفقدها الجسم أثناء الصيام، وإلا فإن التعرق قد يؤدي إلى الجفاف.
وينبغي أن تحتوي الوجبات على مستويات مرتفعة من “أغذية الطاقة” مثل: الكربوهيدرات والدهون.
ومن المهم أن يكون هناك نظام غذائي متوازن يحتوي على بروتينات، وأملاح، وماء.
الوصول إلى المرحلة الثالثة، ينبغي أن تشعر بتحسن في المزاج، إذ يبدأ جسمك بالتكيف مع الصيام.
وفي هذا الإطار، قال رزين محروف، استشاري التخدير وطب العناية المركزة في مستشفى أدينبروك في “كامبريدج”، إن هناك مزايا أخرى أيضا في الصيام.
وأضاف: “في الأيام العادية، نأكل طعاما يحتوي على كميات كبيرة من السعرات الحرارية، وهو ما قد يمنع الجسم من أداء مهام أخرى مثل إصلاح نفسه بنفسه”.
وتابع: “ويتم تصحيح ذلك أثناء الصيام، مما يسمح للجسم بتحويل انتباهه لوظائف أخرى”.
لذلك، قد يفيد الصيام الجسم من خلال تسهيل الشفاء من الأمراض ومحاربة العدوى.
في النصف الثاني من شهر رمضان، سيتكيف جسمك مع عملية الصيام تماما.
كما يمر القولون، والكبد، والكُلى، والبشرة بفترة التخلص من السموم.
وقال محروف: “فيما يتعلق بالحالة الصحية، في هذه المرحلة ينبغي أن تستعيد أعضاء الجسم الحد الأقصى من قدراتها، كما يمكن أن تشعر بتحسن في ذاكرتك وتركيزك، وقد يكون لديك طاقة أكثر”.
وأضاف: “لا ينبغي أن يتحول جسمك إلى البروتينات للحصول على الطاقة، يحدث ذلك عندما يدخل الجسم في وضع ’التضور جوعاً‘ ويبدأ في استخدام العضلات للحصول على الطاقة، وهو ما يحدث عند الصيام المستمر لفترة ممتدة من عدة أيام إلى أسابيع”.
وتابع: “حيث يمتد الصيام فقط من الفجر إلى المغرب، يُتاح أمام الصائم فرصة تكفي لإعادة شحن طاقتنا بعد أن نمد الجسم بالطعام والسوائل، ويحافظ هذا على العضلات، كما يساعد على إنقاص الوزن”.