ألمانيا: القبض على مؤسسي جماعة متطرفة بعد اختباء 3 عقود..
برلين ــ الرأي الجديد
بعد أن ظلّا هاربين لأكثر من ثلاثة عقود، شهدت برلين، صباح الأحد، حدثًا مثيرًا، حيث قامت الشرطة بتنفيذ عمليتي اعتقال في إطار البحث عن إرنست- فولكر شتاوب، و زميله بورخارد غارفيغ، اللذين كانا عضوين سابقين في جماعة RAF اليسارية المتطرفة.
يأتي ذلك بعد أيام قليلة من اعتقال دانييلا كليته.
وبحسب صحيفة “بيلد”، فقد تم تأكيد إدارة الجريمة في ولاية نيدرزاكسن اعتقال رجلين، في إطار حملة البحث عن هؤلاء المطلوبين. وكانت الصحيفة الألمانية قد ذكرت أن برنامجاً متطوراً للتعرّف على الوجوه بمساعدة الذكاء الاصطناعي قاد لاعتقال كليته، بعد هروبها لسنوات طويلة. وقالت شرطة برلين إن نحو 130 شرطياً نُشروا بحثاً عن المشتبه بهما إرنست فولكر ستوب وبورخرد غارفيغ.
جماعة الـ “RAF”
كانت إرنست- فولكر شتاوب وبورخارد غارفيغ من الجيل الثالث لتنظيم اليسار المتطرف السابق Rote Armee Fraktion (RAF).وفي فترة نشاطهم، تم اغتيال رئيس مصرف دويتشه بانك ألفريد هيرهاوزن، في عام 1989، ورئيس هيئة الضمان الألماني، عام 1991، بالإضافة إلى إصابة سائق هيرهاوزن بجروح خطيرة.
كانت RAF رمزًا للقتل في غرب ألمانيا التي كانت لا تزال مقسمًة. في عام 1998، أعلنت الجماعة تفكيك نفسها.
جماعة الجيش الأحمر RAF ( كانت تعرف عموماً باسم مجموعة بادر ماينهوف)، إحدى أبرز وأنشط الجماعات اليسارية المسلحة بألمانيا الغربية ما بعد الحرب. وتصف نفسها بأنها جماعة “مسلحة مدنية” شيوعية تشارك في مقاومة مسلحة، في حين أن حكومة ألمانية الغربية تعتبرها جماعة إرهابية. وقد أسس الجيش الأحمر رسمياً في عام 1970: أندرياس بادر، غودرون إنسلين، هورست مالر، أولريكي ماري ماينهوف، إرمغارت مولر وغيرهم.
نشط فصيل الجيش الأحمر منذ السبعينات حتى عام 1993، مرتكباً العديد من العمليات، لا سيّما في خريف عام 1977، الأمر الذي أدى إلى أزمة وطنية عُرفت باسم “الخريف الألماني”. كانت مسؤولة عن موت 34 شخصاً، بمن في ذلك العديد من الأهداف الثانوية، مثل الحراس الشخصيين والسائقين، والعديد من الجرحى في ما يقرب من 30 عاماً من وجودها.
تحالفات مشبوهة
وسط جدل واسع النطاق إعلامياً، نظر الرئيس الألماني، هورست كولر في طلب العفو المقدم من عضو الجيش الأحمر كريستيان كلار، والمحكوم عليه بالسجن مدى الحياة ست مرات، ولكن هذا الطلب رُفض في 7 ماي 2007.
وأصل تأسيس المجموعة يعود لحركة الاحتجاج في ألمانيا الغربية. إذ شهدت الدول الصناعية، في أواخر الستينات من القرن الماضي، ومن بينها ألمانيا الغربية، اضطرابات تحرير المرأة ومناهضة الإمبريالية.
يشار إلى أن الحركة اليسارية كان لها تحالفات مع حركات يسارية عالمية مثل “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، وغيرها، وقامت الحركة اليسارية مطلع السبعينات بعدة عمليات داخل ألمانيا، كان من بينها قصف البناية التي تتواجد بها صحيفة “بيلد” (المشهورة بموالاتها لإسرائيل)، وتم جرح 17 شخصاً.