الأخوان “القروي” يستعدّان لبثّ قناة فضائية معارضة من باريس.. وسعيّد ينتقد
تونس ــ الرأي الجديد / صالح عطية
ذكرت معلومات موثوقة، أنّ الأخوين، نبيل وغازي القروي، يعكفان على وضع اللمسات الأخيرة، لإطلاق قناة فضائية تبث من الخارج..
وستكون هذه الفضائية، التي ستبث من باريس ــ على الأرجح ــ منبرا إعلاميا معارضا للنظام الحالي، بقيادة الرئيس قيس سعيّد..
وستعمل القناة، التي يجري حاليا إعداد استوديوهاتها، والقيام بالترتيبات اللازمة لذلك، لمواجهة قيس سعيد في سباق الانتخابات الرئاسية، في ضوء ما يعتبره الأخوان القروي، وعدد كبير من النخب التونسية، حالة التدجين الإعلامي السائد منذ فترة في تونس، سواء للمعارضة، أو لشخوصها السياسية والفكرية، أو للمقاربات المعارضة والناقدة للرئيس التونسي..
ويأتي تسريب خبر إنشاء هذه القناة الفضائية للأخوين القروي، تزامنا مع الاستعدادات للانتخابات الرئاسية المقبلة، التي ستكون بين شهري سبتمبر وأكتوبر القادمين، وفق ما صرح به رئيس هيئة الانتخابات، فاروق بوعسكر أمس..
لكنّ الأيام الماضية، شهدت كذلك، بداية حملة واسعة ضدّ سلطة الرئيس قيس سعيّد، تشنها إلى الآن، الصحافة الفرنسية، التي تنتقد بشدّة سياسات قيس سعيّد، والتضييق على الديمقراطية والحريات.
رجل الأعمال، نبيل القروي
وتتحدث بعض المعلومات، عن تتويج هذه الحملة الإعلامية والسياسية، ببرنامج تلفزيوني من المتوقع بثه يوم 3 مارس المقبل، عبر حلقة حوارية وصفت في الإعلام الفرنسي بــ “النارية”، ستبثها قناة M6 الفرنسية، التي تعدّ الأكثر متابعة من التونسيين في الداخل والخارج، وفق بعض التقديرات.
وفيما يقوم رئيس الحكومة التونسية، أحمد حشاني حاليا بزيارة إلى فرنسا، بدعوة من نظيره الفرنسي غابريال أتّال، ذهبت تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، بأنّ إطلاق هذه الفضائية، له علاقة بالموقف الفرنسي من نظام قيس سعيد، وأنّ رئيس الحكومة، قد يطرح موضوع “فضائية القروي” على طاولة المباحثات، لكنّ هذا الأمر لم يتأكد من مصادر فرنسية أو تونسية رسمية إلى حدّ الآن..
يذكر أنّ نبيل القروي، يوجد حاليا في باريس، في سياق فراره من الملاحقة القضائية، في قضايا فساد، لقناعته بأنّ المحاكمة العادلة غير متوفرة في تونس حاليا، حسب تقديره، وهو الأمر الذي تؤكده المعارضة التونسية بأطيافها المختلفة حاليا.
وكان القروي، السياسي ورجل الأعمال المعروف، أبرز منافس للرئيس قيس سعيّد، في الانتخابات الرئاسية لسنة 2019، حيث نافسه في الدور الثاني، قبل أن يستفيد الرئيس الحالي، من أصوات أحزاب سياسية عديدة، في إطار الصراع الذي كان سائدا في تلك الفترة، على خلفية موضوع الفساد..
مرشحا الرئاسة التونسية في انتخابات 2019: نبيل القروي وقيس سعيد
يذكر أنّ السنوات الأخيرة قبل الثورة، لعبت قناة “المستقلة” للدكتور الهاشمي الحامدي، التي تبثّ من لندن، دورا بارزا في تكثيف المعارضة للرئيس الراحل بن علي، عبر تحولها إلى منبر للمعارضين التونسيين، وصوتا ناقدا للسلطة القائمة في تونس، أزعجت بشكل كبير النظام القائم أنذاك، الذي حاول استمالتها بلا هوادة، دون أن يتمكن من ذلك.
ويرى ملاحظون، أنّ نبيل القروي، شخصية “ذكية” في المجال الإعلامي، وقد أعطته تجربة قناة “نسمة” أفقا واسعا، لكي تكون قناته الجديدة، منبرا لافتا ضمن نسيج الإعلام المملوك لتونسيين، بالخارج..
ويرأس نبيل القروي إلى الآن، حزب “قلب تونس”، الذي أسسه فور مغادرته حزب “نداء تونس”، الذي كان هو من أبرز مؤسسيه في العام 2012، رفقة الرئيس الراحل، الباجي قايد السبسي، وعدد من القيادات السياسية اليسارية والنقابية، لمواجهة ما سمي أنذاك “تغول حركة النهضة في الحكم”، و”هيمنة الإسلام السياسي على الدولة”، قبل أن يضع يديه مع حركة النهضة وعدد من الأحزاب، في إطار تحالف برلماني في العام 2019..
يذكر أنّ الرئيس التونسي، قيس سعيّد، تناول أمس لدى اجتماعه بوزير الداخلية وبعض القيادات الأمنية، موضوع فضائية القروي، بالنقد الشديد، عندما قال: “أنّ من بين الطرق التي لجأوا إليها هذه الأيام، وسائل إعلام مأجورة يتم الاستعداد لبعثها(الفضائية التي نتحدث عنها)، أو برامج تلفزية يتم الترتيب لبثها (في إشارة إلى برنامج M6 الذي أشرنا إليه)، أو صفحات في وسائل التواصل الاجتماعي معلومة مواقعها”، وفق ما ورد في بلاغ رئاسة الجمهورية، نقلا عن الرئيس قيس سعيّد.
فهل تعيد “فضائية القروي” المرتقبة، تجربة “المستقلة” سابقا، رغم اختلاف الظروف والحيثيات السياسية والدولية ؟؟