وهذا مناضل سياسي وحقوقي آخر “يترجل”… خميس الشماري في ذمّة الله
تونس ــ الرأي الجديد / صالح عطية
توفي أمس الاثنين 1 جانفي 2024، المناضل السياسي والحقوقي خميس الشماري عن عمر يناهز 81 سنة.
وعُرف عن خميس الشمّاري تجنّده للدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية، خلال مسيرته الطويلة، حيث تولى عدّة مناصب، أبرزها مهمة سفير تونس لدى اليونسكو، وكاتب عام الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، ثم نائب رئيس من 1981 إلى 1994، فضلا عن منصب عضو مؤسس للمعهد العربي لحقوق الإنسان، وانتخابه عضوا في مجلس هيئة الحقيقة والكرامة بعد الثورة، قبل أن يستقيل.
وتحصل خميّس الشماري على الصنف الثاني من وسام الجمهورية سنة 2018، اعترافا بمسيرته النضاليّة، وتقديرا لإسهامه في الدفاع عن حقوق الإنسان، وتكريس مبادئ الديمقراطية.
وكان الشماري، رحمه الله، انتمى مبكرا إلى حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، وعضوا ضمن مكتبها السياسي، لكنّه غادرها في منتصف التسعينيات، إثر خلاف مع رئيسها المرحم محمد مواعدة، رحمه الله..
في إحدى المحاكمات السياسية
وعرف الرجل بدماثة أخلاقه، وقدرته على صياغة علاقات في مستوى جميع الاتجاهات الفكرية والسياسية، ومع أنه لم يكن يتفق مع الإسلاميين، إلا أنه عرف بدفاعه عن حقهم في التواجد القانوني والسياسي، وتحرك في عديد الملفات الحقوقية المتعلقة بهم..
وبرز الرجل بالخصوص، خلال فترة حكم الرئيس الراحل بن علي، لكن بعد الثورة، خفت بريقه، ولعب أدوارا غير مرئية في المشهد السياسي، ثم توارى نسبيا عن الأنظار، بسبب المرض الذي ألمّ به، وأقعده عن تحركاته المعهودة..
يذكر أنّ خميس الشماري، لعب دورا مهما في المعهد العربي لحقوق الإنسان، بل كان من وراء تأسيسه..
وكتب الرجل في عدّة منابر إعلامية في تونس، أبرزها صحف ومجلات “الرأي”، التي كان يرأسها صديقه، المرحوم، حسيب بن عمّار، بالإضافة إلى “المستقبل” و”لوفار” (بالفرنسية)، و”ديموكراسي” (بالفرنسية أيضا)، وهما منبرين تابعين لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين.
مع صديقه حسيب بن عمار
ولعب الشماري، دورا أساسيا في بعث وتأسيس عدّة هيئات حقوقية في بلدات المغرب العربي، بينها: الرّابطة المغربيّة لحقوق الإنسان منذ 1973، والجمعيّة المغربيّة لحقوق الإنسان 1979، والرّابطة الجزائريّة للدّفاع عن حقوق الإنسان 1985، والمنظّمة المغربيّة لحقوق الإنسان 1988، وغيرها، تلك التي نشأت لاحقا في العالم العربي..
أسرة “الرأي الجديد”، تتوجه بخالص التعازي إلى عائلة المرحوم، وتدعو الله أن يتقبله بعفوه ومغفرته..