صلاح الدين الجورشي: نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع في الانتخابات المحليّة “صادمة”
تونس ــ الرأي الجديد
اعتبر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي صلاح الدين الجورشي، أن نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع في الانتخابات المحليّة الأخيرة، “صادمة للمتابعين للشأن التونسي وللتونسيين أنفسهم، باعتبار أن النسبة متدنية ومتدنية جدا واستثنائية في العالم”، وفق تقديره.
وبيّن الجورشي في حوار إعلامي، أنه “لم يعد هناك ما يدفع التونسي إلى الاقتناع والمشاركة في الحياة السياسيّة”، موضّحا أن “قيمة الانتخابات المحلية وعدم فهم مهمّة الغرفة الثانية، ساهما في تدنّي نسبة المشاركة، وخلقا نوعا من التجاهل الكبير من قبل المواطن، والعزوف عن هذه الانتخابات، خاصة”.
من أبرز أسباب العزوف
وخلافا لما صرّح به رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد، من أن عزوف التونسيّين هو نتاج رفض عامة التونسيين لفكرة البرلمان، شدّد المحلل السياسي على أن انشغال المواطنين في المشاكل اليومية والبحث عن الخبز والزيت، والمواد الأساسية، خلق لديه تساءلا “كيف لي أن أشارك في الانتخابات وأنا لا أشعر بالاستقرار الاجتماعي ولا أجد المواد الغذائيّة؟”، محذّرا من أن المواطن إذا وصل إلى قناعة بأن هذه الانتخابات لا قيمة لها، وأنها في نهاية الأمر عملية شكلية، لن يذهب للانتخابات حتى لو تم إجباره على ذلك بقوة.
واعتبر المحلل السياسي، أن الشباب هو أكثر شريحة تضرّرت ممّا حصل، مبيّنا أن الشباب لعب دور أساسيّا في صناعة الثورة، وشارك بقوّة ونزل إلى الشارع، مذكّرا بأن معظم الذين قتلوا بالرصاص هم من الشباب.
وأوضح الجورشي، قائلا: “بعد 14 جانفي، أعطى ثقته للطبقة السياسيّة، لكن اكتشف بعد ذلك أنه لم يحقق أي شيء، وبالتالي قام الشباب بنوع من رد الفعل، وبالتالي أصبح منذ فترة يعزف على الانتخابات ولا يشارك فيها”، مضيفا “لكن الآن الشباب لم يعد يفهم شيئا، لم يعد يثق في أي شيء، خطاب يحلق في الفضاء، الخطاب لا يمسه ولا يوفّر له الحد الأدنى، لذلك يعزف ويذهب للبحث في شيء آخر، يبقى في مقهى أو يغامر في طريق الهجرة السرية”.
مشكل التنظيم القاعدي
واعتبر الجورشي أن النظام القاعدي أو تنظيم القاعدي تنظيم يعتمد على ثقة وتفاعل المواطنين الذين يمثّلون هذه القاعدة، مشيرا إلي أن المواطنين لم يفهموا المشروع ولم يتفاعلوا معه.
ولفت الجورشي في حوار لموقع “بوابة تونس”، إلى أنّ عدم وضوح مشروع رئيس الجمهورية، جعل الناس يعزفون عن الانتخابات وفي أحسن الحالات، يختارون موقع المشاهد.
يذكر أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد قال في تعليقه على نتائج الانتخابات المحلية التي تم تنظيمها الأحد الماضي: “إن العزوف عن الذهاب إلى مراكز الاقتراع، هو نتاج رفض عامة التونسيين لفكرة البرلمان، ولا بدّ من الوقت ليسترجع التونسيون ثقتهم في من يتولون أمرهم، لأن الديمقراطية النيابية لا بدّ منها”.
وأضاف سعيّد خلال زيارته لمصنع الفولاذ، أمس الثلاثاء، أنه يفضل تقديم نتائج وأرقام حقيقية على أن يتم نشر نتائج مزيفة تفوق الـ90٪.
ومن المنتظر أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج الأولية للدور الأول لانتخابات أعضاء المجالس المحلية التي تمّ إجراؤها يوم الأحد 24 ديسمبر الجاري اليوم الأربعاء.
يشار إلى أنّ النسبة العامة للإقبال على التصويت في الدور الأول من انتخابات المجالس المحلية بعد فرز المحاضر بلغت 11.84٪، وفق ما أعلنت عنه الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فيما يبلغ العدد الجملي للمقترعين، مليونا (1) و59 ألفا و4 مقترعين من مجموع عدد المسجلين البالغ عددهم 9 ملايين و80 ألفا و987 مسجلا.