“واشنطن بوست”: هل د.مـ.ر.ت “إسـ.را.ئيـ.ل” مدينة غ.ز.ة بعد عجزها عن تـ.د.مـ.يـ.ر / ح.م.ا.س؟
واشنطن ــ الرأي الجديد
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، مقالا، للصحفي، إيشان ثارور، قال فيه: “إن الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتزوغ، تمسك بموقفه في خضم الضغوط المتزايدة على إسرائيل من حلفائها الغربيين، لحثها على كبح حملتها ضد حماس”.
وقال خلال مقابلة أجريت معه، عن طريق “أتلانتك كاونسل”، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن: “إننا نعتزم السيطرة على قطاع غزة بأكمله، وتغيير مسار التاريخ”.
وتابع هرتزوغ، بأن “الصراع الحالي، هو صراع بين مجموعة من القيم الحضارية”، ووصف حركة حماس التي نفذت عملية السابع من أكتوبر الماضي، بأنها “قوة الشر”.
وقال هرتزوغ، وهو الماهر في التحدث إلى المسؤولين ومجموعات الضغط في واشنطن، إن “إسرائيل لن تتسامح بعد الآن مع كون غزة منصة لإيران”، وذلك في إشارة إلى الداعمين الأجانب الرئيسيين لحماس.
حماس راسخة
وحتى بعد شن واحدة من الحملات العسكرية الأكثر عنفا وكثافة في التاريخ الحديث، لم تتمكن إسرائيل من تحييد سوى جزء صغير من القوة المسلحة لحركة حماس. وفي هذه العملية، دمرت إسرائيل الأراضي المحاصرة التي تسيطر عليها حماس، وشرّدت ما يقرب من 90 في المائة من السكان، وسوّت أحياء بأكملها بالأرض، وأثارت كارثة إنسانية كبيرة، ووجدت نفسها تتأرجح في معركة خاسرة لكسب الرأي العام العالمي.
وأكدت الصحيفة الأمريكية، على أن “مستشفيات غزة في حالة انهيار، والقليل منها فقط قادر على العمل، والمرض والجوع يطاردان المنطقة، حيث فشلت أنظمة الصرف الصحي. هناك القليل من الكهرباء، وتقريبا لا يوجد غاز للطهي”.
وتتفاقم المخاوف بشأن الوضع الراهن المشتعل، إذ تم تسوية جزء كبير من شمال غزة، الذي كان ذات يوم مكتظا بالسكان، بالأرض، وأصبح الجزء الأكبر من سكان القطاع محشورين في أماكن إقامة مؤقتة بالقرب من معبر رفح الحدودي الجنوبي مع مصر.
وفي الوقت نفسه، لم تُهزم حماس، رغم إصابتها بالرضوض. فيما تسعى إسرائيل إلى قطع رأس قيادتها العسكرية والقضاء على جزء كبير من قدراتها العسكرية. لقد أثبتت الحملة المستمرة أنها صعبة، بغض النظر عن قدرات إسرائيل ومواردها المتفوقة.
وحتى تحقيق انتصار شبه كامل في ساحة المعركة لن يقضي على الجماعة التي لها جذور في المجتمع الفلسطيني وتضع نفسها كحامل لواء المقاومة لعقود من الاحتلال الإسرائيلي والاستيلاء على الأراضي.
وقال مايكل ميلشتين، من مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب، لصحيفة “الغارديان”: “أود أن أسميه كيانا مرنا للغاية يجمع بين الحزب الحاكم المميز ومنظمة سرية وصندوق خيري، إنه ليس شيئا إذا تمكنت من قتل القائد الأعلى، فسيتم تعويض الهيكل بأكمله”. لكن إسرائيل، في هذه العملية، سحقت أكثر من ذلك بكثير.
القضاء على غزة
وقال أستاذ الدراسات الإسرائيلية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، دوف واكسمان: “بدلا من تدمير حماس، ستدمر هذه الحرب غزة وتجعلها غير صالحة للسكن إلى حد كبير، كما يمكننا أن نرى بالفعل في شمال غزة. وهذا سوف يغذي المزيد من التشدد بين الفلسطينيين والمزيد من الدعم للمقاومة المسلحة”.
ويتأكد هذا الشعور من خلال اللغة التي وصفت بـ “المخيفة” الصادرة عن العديد من الأصوات البارزة في المؤسسة السياسية الإسرائيلية، بما في ذلك نتنياهو، الذي ناقش “تقليص” عدد سكان غزة. ويوضح مؤرخ الشرق الأوسط، جان بيير فيليو، أن خطابه يوضح أن وراء “رغبة إسرائيل المعلنة في الانتقام، تكمن الرغبة في القضاء ليس على حماس فحسب، بل على قطاع غزة”.