كيف يستعدّ نظام السيسي لطبول الحرب الإسـ.را.ئيـ.ليـ.ة ضد القاهرة؟؟
القاهرة ــ الرأي الجديد / مراسلنا: جمال الطرهوني
حذرت تقارير إخبارية، من درجة السخونة التي تزداد على الحدود المصرية الإسرائيلية، مؤذنة بحرب وشيكة..
وكشفت هذه التقارير المتداولة في الإعلام المصري، أنّ المشهد يتأزم يوما بعد يوم، رغم الصمت المصري الرسمي، واختراق إسرائيلي للحدود التي رسمتها معاهدة السلام، يقابله تحرك دبابات مصرية في سيناء، ومطالب إسرائيلية للسماح بوجود عسكري إسرائيلي على الجانب المصري من الحدود، بدعوى مواجهة المقاومين، ودعوات من وزير حكومة الحرب أفيغدور ليبرمان، بإضافة لواءين على الحدود المصرية، وادعاءات للحاخام الإسرائيلي اليميني المتشدد، عوزي شرباف، بأن شبه جزيرة سيناء ونهر النيل، أراض إسرائيلية ينبغي استعادتها..
نتيجة الصمت المصري
ويعدّ هذا التصعيد الإسرائيلي، نتيجة طبيعية لسكوت الجانب المصري عن الخطوات الإسرائيلية المتدرجة، لدفع النازحين الفلسطينيين إلى الحدود المصرية، والتي بدأت بتهجير أهل شمال غزة إلى وسطها، ثم جنوبها، والآن تهجير أهل الجنوب أنفسهم إلى الحدود المصرية..
ولا تستبعد بعض التقارير، أن يقوم الطيران الإسرائيلي، في أي لحظة، بتفجير الحدود ذاتها ليفتح ثغرات لمرور الفلسطينيين غربا دون الحاجة إلى معبر رفح.
وكانت الخطة الإسرائيلية لتهجير أهل غزة إلى مصر معلنة منذ اليوم الأول للعدوان، وهي تكرار لمحاولات إسرائيلية فشلت في عهود سابقة، لكنها تشعر أن فرصتها سانحة الآن في ظل نظام السيسي، الذي يدين بأفضال كثيرة للكيان الصهيوني في تثبيت حكمه، والذي يعيش أزمة اقتصادية كبيرة، نتيجة الدخول في مشاريع ضخمة ليست ذات أولوية، ألجأته لاستدانة المليارات، ثم العجز لاحقا عن سداد أقساط وفوائد هذه المليارات (160 مليار دولار دين خارجي فقط)، والاضطرار لتعويم الجنيه أكثر من مرة، ضمن شروط الحصول على قرض جديد من صندوق النقد الدولي.. إلخ.
الخطّ الأحمر.. ومسار التهجير
وأعلن النظام المصري في وقت سابق، أن التهجير إلى سيناء خط أحمر، وهو الإعلان الذي اعتبره عديد المراقبين المصريين، بكونه “إعلان متأخر”، لأنّ حركة التهجير، قطعت ثلثي طريقها تقريبا (من شمال غزة إلى وسطها وجنوبها، ثم من الجنوب إلى الحدود)..
أعلن النظام المصري أن التهجير إلى سيناء خط أحمر، وهو إعلان متأخر كان ينبغي أن يصدر أبكر من ذلك، كما كان ينبغي أن يكون الخط الأحمر في العمق الفلسطيني أي في خان يونس مثلا، أو حتى رفح الفلسطينية، لكن انتظار التهجير حتى يقف على الحاجز الحدودي مباشرة فهذا عبث سياسي، لأن النظام لن يستطيع منع تدفق المهاجرين الموجودين على الحدود حال قصفتهم إسرائيل بالطائرات، وفي الوقت نفسه قصفت الحاجز الحدودي أيضا وفتحت فيه ثغرات للمرور الآمن، اللهم إلا إذا استخدم النظام الطائرات أيضا لقصف الفلسطينيين وهو أمر غير مقبول.
ويتحدث بعض المراقبين والمحللين المصريين، عن “تصاعد التحرش الإسرائيلي بمصر إلى مستويات جديدة”، بلغت حدّ مطالبة وزير الحرب السابق، وعضو حكومة الحرب المصغرة، حاليا أفيغدور ليبرمان، بتعزيز جيش الاحتلال بلوائين قتاليين، ولواء بحري للتدخل السريع على أهبة الاستعداد 24 ساعة على الحدود المصرية التي زعم أنها مكشوفة، ويطالب بالاستعداد الدائم للحرب مع مصر والأردن رغم وجود اتفاقيتي سلام معهما..
نظام السيسي بين الحرب.. والانتخابات
وكشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، عن طلب إسرائيلي لمصر، لنشر قوات إسرائيلية في معبر رفح على الأراضي المصرية منعا لهروب قادة حماس داخل سيناء، مع العلم أن ممر صلاح الدين أو فيلادلفيا يفصل الحدود بعمق مئات الأمتار فقط تستطيع الدبابات الإسرائيلية الرابضة عليه، أن تصل إلى سيناء خلال 3 دقائق، بينما تحتاج الدبابات المصرية إلى عشرات أضعاف هذا الوقت للوصول إلى الحدود..
طبول الحرب تقرع على الحدود بينما ينهمك النظام وأذرعه في استكمال العرض المسرحي الخاص بالانتخابات الرئاسية، والتي ستعلن نتيجتها الرسمية غدا الاثنين، وهي نتيجة معروفة سلفا منذ ماي الماضي، موعد فتح الحديث عن هذه الانتخابات، ورغم أن بعض أذرع السلطة الإعلامية، تبدي قلقا كبيرا من التطورات على الحدود، إلا أن السلطة لم تُعد للأمر عدته حتى الآن..