موقع “ذا نيشن”: بايدن بدأ يحصد نتائج دعمه لسياسة الـ.قـ.تـ.ل في غ.ز.ة..
لندن ــ الرأي الجديد
نشر موقع “ذا نيشن” الأمريكي، تقريرًا، عن دور الإدارة الأمريكية في الحرب على غزة، قال فيه إن أزمة غزة، واستجابة إدارة بايدن لها، أدت إلى تغيير كبير في ديناميكيات السياسة الأمريكية قبل 7 أكتوبر، فقد أصبح الآن هناك تحديان كبيران أساسيان في استراتيجية اليسار والاستراتيجية التقدمية.
شيك فارغ لإسرائيل
وأكد الموقع على أنه لا بد أن تتغير سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل وفلسطين، سواء فيما يتعلق بالأولوية المباشرة اليوم ــ وقف دائم لإطلاق النار الآن! ــ أو على المدى الطويل، عندما يتعين وضع حد للعادة التي استمرت لعقود من الزمن، المتمثلة في إصدار شيك فارغ بقيمة مليار دولار لإسرائيل.
ولفت الموقع إلى أن مهمة إقناع جميع الدوائر الانتخابية التي تشكل الأغلبية المناهضة للرئيس السابق دونالد ترامب، والتي كانت صعّدت المرشح الديمقراطي للرئاسة، جو بايدن، أصبحت أكثر صعوبة، إذا ما أصرّ بايدن على الترشح مجددا.
ويقول الموقع، إنّ “حجم الاشمئزاز واسع النطاق، من احتضان بايدن للعنف الإسرائيلي الساحق”، غير أنه لا أحد يستطيع أن يخمّن ما إذا كان هذا الاشمئزاز، سيستمر مع الاقتراب من نوفمبر 2024، لكنه قد يشجع بالتأكيد الامتناع عن التصويت أو تصويت طرف ثالث، وكلاهما سيكون في الواقع تصويتًا للمرشح الجمهوري.
كارثة أخلاقية وسياسية
واعتبر الموقع، أن “نهج بايدن تجاه غزة كان بمثابة كارثة أخلاقية وسياسية”، حيث إن معانقة نتنياهو والتعهد بتقديم مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل بمليارات الدولارات، جعلا الولايات المتحدة والرئيس شخصيًّا، بطلين للقتل الجماعي الإسرائيلي.
ولقد أدى موقف بايدن إلى تنفير الدوائر الانتخابية الحاسمة في الائتلاف الذي أوصله إلى فوزه على ترامب عام 2020، وكما حذر جيمس زغبي في مقالته الصادرة في 8 نوفمبر في هذه المجلة: “يزعم بعض الإستراتيجيين الديمقراطيين أن الأمريكيين العرب، والملونين، والناخبين الشباب التقدميين سوف ينسون قريبًا خيبة أملهم، ويصوتون في عام 2024 كما فعلوا في عام 2020. وهذا الموقف مهين – ومحفوف بالمخاطر”.
وأوضح أن تنحية بايدن من الترشح للرئاسة الأمريكية المقبلة، “مهمة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة”، حيث كانت هناك تقارير عن القلق في دوائر الحزب الديمقراطي رفيعة المستوى بشأن كون بايدن مرشحًا ضعيفًا، وقد طرح ديفيد أكسلرود، كبير الإستراتيجيين في حملات أوباما الناجحة، مؤخرًا فكرة مفادها أن بايدن يجب أن يفكر في التنحي.
وتشير أعمدة توماس فريدمان الأخيرة، إلى أن البعض على الأقل في مؤسسة السياسة الخارجية، يدركون أن ربط واشنطن بالسياسات الإسرائيلية، يضر بشدة بمكانة الولايات المتحدة في جميع أنحاء الجنوب العالمي، وإذا تحركت طبقة كبيرة ونشطة من الناخبين المحتملين، للمطالبة بانسحاب بايدن، فقد يحول ذلك هواجس النخبة، إلى محاولة جادة مع بايدن لكي يتنحى، أو يثير ديمقراطيًا طموحًا آخر لإلقاء قبعته في حلبة الانتخابات.
انتقادات شديدة
فالرجل يتعرض الآن، للانتقاد لدعمه المطلق لإسرائيل والسياسة الخارجية المتشددة بشكل عام، وتجادل حملة التمرد هذه بأن استبداله، يوفر للديمقراطيين أفضل فرصة لهم للاحتفاظ بالرئاسة ومجلس الشيوخ، واستعادة مجلس النواب في عام 2024، بحسب التقرير.
واختتم الموقع التقرير، بالتأكيد على أن النضال من أجل جعل الحقوق الفلسطينية عنصرًا معترفًا بها في الجهود المناهضة لترامب، مهم لأسباب تتجاوز الحصول على المزيد من أصوات المسلمين والعرب والشباب في عام 2024، حيث تشكل السياسة الأمريكية الحالية بشأن إسرائيل وفلسطين أحد ركائز النزعة العسكرية الأمريكية وبوابة من أجل تطبيع نسخة جديدة من المكارثية في السياسة والثقافة الأمريكية..
لهذا فإن القتال ضد الفصل العنصري الإسرائيلي، يعني إحداث تغيير في السياسات التي تفيد المجمع الصناعي العسكري وتضمن أن الشرق الأوسط معرض لخطر دائم للانفجار في حرب إقليمية أو حتى دولية، إنها نقطة محورية حاسمة في التصدي للهجمات على حرية التعبير وحرية الاحتجاج، وأي ائتلاف يسعى لمناهضة تيار ترامب، ويستبعد هذا العنصر من المعركة من أجل السلام والديمقراطية، سوف يخسر أكثر من ولاء عدة ملايين من الناخبين، وسوف يفقد الأرضية الأخلاقية العالية التي يجب أن يرتكز عليها أي نصر دائم.