وضعت شروطا لا تليق بالمملكة: جهات في المغرب منعت الرئيس المرزوقي من زيارة أهله بمراكش
الرباط ــ الرأي الجديد / منصف بلعربي
رفضت السلطات المغربية “بشكل ناعم”، زيارة الرئيس التونسي الأسبق، د. منصف المرزوقي إلى عائلته بمدينة مراكش عقب الزلزال الذي أصاب إقليم الحوز قبل عدة أشهر، واشترطت عليه إذا أراد أن يزور أقاربه بالمغرب، ألا يتحرك وألا يصرح لأحد، وألا يتحدث إلى أحد وألا يزور أحدًا أو يزوره أحد..
وكتب الإعلامي المغربي، مصطفى الفن في تدوينة على فيسبوك، نشرها أمس على صفحته الخاصة، أن “شخصية ما أو جهة ما لا علاقة لها ربما بالدبلوماسية، منعت المغربي المنصف المرزوقي، من الدخول إلى المغرب لزيارة بعض أقاربه هنا بوطنه الثاني أو بالأحرى بوطنه الأول أيضا”، وفق تعبيره..
شروط لا تليق بالمغرب
وأشار الإعلامي المغربي، إلى أنهم “اشترطوا على صديق كبير للمغرب، إذا أراد أن يزور أقاربه بالمغرب، هو ألا يتحرك وألا يصرح لأحد وألا يتحدث إلى أحد وألا يزور أحدًا أو يزوره أحد”..
وأضاف قائلا: “وظني أن هؤلاء الذين اشترطوا، مثل هذه الشروط المجحفة في حق مناضل يساري، سبق أن توسط له نيلسون مانديلا للإفراج عنه من سجون بن علي، أساؤوا كثيرا إلى وطنهم”.
وتابع: “مثل هذه الشروط التعجيزية، لا يمكن أن تخطر ربما حتى على بال مسؤولي كوريا الشمالية.. أما منصف المرزوقي فهو يعيش حاليا حالة إحباط حقيقي، بعد هذا المنع الذي لم يكن في الحسبان.. وقد اشتكى المرزوقي لبعض المغاربة وحال لسانه يكاد ربما يقول أيضا: “نعم أنا جد محبط خاصة أن مصدر هذا الألم، هو بلد عظيم اسمه المغرب.. وربما كان ممكنا ألا أشعر بأي ذرة من إحباط لو أن الجزائر أو أي بلد آخر هو مصدر ألمي”.
وقدم الفن في تدوينته التي أرفقها بصورة للعاهل المغربي الملك محمد السادس وهو يقلد الرئيس المرزوقي وساما ملكيا، تذكيرا موجزا لعلاقة المرزوقي بالمغرب، قائلا: “هذا ليس فقط رئيسا سابقا لتونس الشقيقة في زمن الربيع العربي.. منصف المرزوقي هو أيضا عاشق للمغرب.. وقريب من المغرب.. وداعم لقضايا المغرب حتى لا أقول إن الرجل مع المغرب مهما كانت أحوال الطقس.. وربما يمكن القول أيضا إن منصف المرزوقي، هو بلا شك، مغربي الهوى والروح والقلب”.
حرج للمغرب
وكان المرزوقي عاش جزءا من حياة الشباب في طنجة، وحصل على شهادة الباكالوريا بمدارسها.. أما والد المرزوقي فقد عاش أكثر من 30 سنة هنا بالمغرب.
خلال زيارة محمد السادس إلى تونس 2012
وأضاف مصطفى الفنّ، بأن المرزوقي “ضيف ملك المغرب”، كما قال مسؤولو البروتوكول الملكي “للشبيبة الحزبية”، التي كانت تنتظر وصول المرزوقي للمشاركة في أحد ملتقياتهم الوطنية بمراكش”، حيث كان سيلقي محاضرة بالمناسبة.
وأعرب الإعلامي المغربي، عن أسفه لأن “ثمة أناس لا يجدون ربما أي حرج في أن ينسفوا، بجرة قلم، كل ما بناه رأس الدبلوماسية ورأس الدولة في المغرب”، حسب تقديره.
وقال: “رجاء، رحمة بهذا الوطن العزيز، لأن خسران القضايا العادلة تبدأ دائما بالخسران “المجاني” للحلفاء وللأصدقاء خاصة إذا كانوا بعلاقات ممتدة في كل اتجاه”، وفق تعبيره.
يذكر أن قبر محمد المرزوقي والد الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي موجود في مقبرة باب دكالة بمراكش، وله أشقاء من زوجة والده المغربية يعيشون في مراكش.
الموقف من التطبيع
وكان الرئيس الأسبق، منصف المرزوقي، انتقد اتفاقية التطبيع بين المغرب وإسرائيل، معتبرا أنها “خطوة خاطئة” ولن تحل الخلاف القائم مع الجزائر.
وقال في حوار مع شبكة “حوارات التنوير والتغيير” المغربية: “السياسة الخاطئة للجزائريين لا يجب أن تُواجه بسياسة خاطئة للمغاربة. إدخال الإسرائيليين في هذه اللعبة خطير جدا، لأنهم وراء كل المآسي الموجودة في الشرق (المشرق العربي)، الشرق انفجر منذ 70 سنة بسبب وجود الإسرائيليين”.
وتابع: “إدخال الإسرائيليين إلى المنطقة المغاربية، سيكون له أثر كارثي وسيزيد الغضب الشعبي، يجب أن تبقى القضية (الخلاف الجزائري المغربي) مغاربية، ولا يجب أن نُقحم فيها أي طرف، خاصة إسرائيل”.
خلال زيارة المرزوقي للمغرب 2013
والسؤال المطروح، هل أنّ هذا الموقف، هو الذي أدى إلى القرار المغربي؟ وقبل ذلك، من يجرؤ على اتخاذ قرار منع المرزوقي المغلف بإجراءات مشددة، لم يحصل أن اتخذت بشأن قيادات إسرائيلية كانت زارت المغرب مرات عديدة، والحال أنّ الجميع في السلطة المغربية، عارف بعلاقة المرزوقي بالمغرب وبالعاهل المغربي، خاصة، الذي كان له وضع خاص في تونس عندما زارها في بداية الثورة التونسية، أيام كان المنصف المرزوقي رئيسا للجمهورية..