لقاء “عاصف” بين وزير الخارجية التركي.. ونظيره الأمريكي… بسبب غ.ز.ة: فماذا دار بينهما ؟؟
أنقرة ــ الرأي الجديد (خاص)
كشف مصدر إعلامي عربي لــ “الرأي الجديد”، فضّل عدم ذكر هويته، تفاصيل اللقاء المثير، الذي وصفه بــ “العاصف”، بين وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، ونظيره الأمريكي، أنطوني بلينكن، الذي دار بداية الأسبوع الجاري بإسطنبول، وتناول تطورات الوضع في قطاع غزة، وكيفية الخروج من المأزق الراهن..
وأوضح مصدرنا، أنّ اللقاء، “خرج عن البروتوكولات التقليدية الدبلوماسية، المتعارف عليها بين وزراء الخارجية، بحكم حدّة التوتر الذي هيمن على الجلسة بين الطرفين، اللذين يلتقيان لأول مرة، منذ تعيين فيدان على رأس وزارة الخارجية التركية.
وقال ذات المصدر، أنّ بلينكن جاء (الإثنين الماضي) “لترطيب الأجواء مع تركيا، وتهدئة أنقرة الغاضبة من الدعم الأمريكي اللا محدود لإسرائيل”، وإرسال قواتها إلى البحر المتوسط، فيما تواجه تركيا صعوبات من حيث الدعم الأمريكي.
وحاول بلينكن، وفق رواية المصدر الإعلامي التركي، الذي حضر جانبا مهما من لقاء الوزيرين، قبل أن يدخلا في جلسة مغلقة، حاول إقناع نظيره التركي، بجهود بلاده للتوصل إلى هدنة إنسانية، “لكن نتنياهو كان يبدي تعنّتا، ويرفض إيقاف الحرب”، نقلا عن الوزير الأمريكي.
وطلب وزير خارجية أمريكا، مساعدة تركيا في موضوع إطلاق الرهائن، من خلال “ممارسة ضغوط على حماس للتخفيف من شروطها”، معربا عن رغبة بلاده في “عدم توسيع دائرة الحرب، بحيث لا تكون حربا إقليمية”.
وأفاد مراسل “الجزيرة”، بأنّ وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الذي كان رئيس هيئة الاستخبارات العامة في تركيا، ويوصف بــ “الرجل القوي” هناك، تحدث بلغة حازمة مع نظيره الأمريكي، وقال له إنّ ما يجري في غزة، “مذبحة، ولا يوجد توصيف آخر لها”.
واعتبر أنّ الولايات المتحدة، “شريك في هذه المذبحة، ومن غير المقبول أن تقولوا أنكم لا تستطيعون إيقافها”. وأضاف فيدان، أنّ “ما يحدث في غزة نقطة تحول بيننا وبينكم، وبينكم وبين العالم الإسلامي.. فالإسرائيليون يتلاعبون بكم، ويبحثون عن مصالحهم”، مشددا على أنّ تركيا، “تريد وقف إطلاق نار فوري ودائم، وليس هدن مؤقتة”.
وتحرص الولايات المتحدة، إلى التوصل إلى هدن مؤقتة، لإخراج الأسرى الأمريكان، من قبضة “كتائب القسام”، والذين تم القبض عليهم ليلة “طوفان الأقصى”، وبلغ عددهم حاليا ما يزيد عن 250 شخصا، بين رجال ونساء، من جنود ومستوطنين وغيرهم.
إلى ذلك، نقل مصدرنا عن الوزير التركي قوله لبلينكن: “لا نقبل عند الحديث معنا، وصف حماس بالإرهابية، ويجب أن تراجعوا مواقفكم الداعمة للمنظمات الإرهابية الحقيقية في منطقتنا”.
وتوجه فيدان إلى نظيره الأمريكي قائلا: “إذا أردتم ألا تتوسع الحرب، فيجب عليكم إيقافها فورا، قبل أن تخرج الأمور عن سيطرتكم”.
وأفاد مصدرنا، أن كلا من الوزيرين، حاول المحافظة على هدوئه أثناء الحوار، غير أنّ “مسحة التوتر، كانت سائدة في الجلسة”، التي امتدت لنحو 3 ساعات.
في ختام اللقاء، أوضح الوزير التركي، أنّه “يخسر من رصيده الشعبي بسبب هذا اللقاء”، ورفض هو وفريقه طلب الجانب الأمريكي عقد مؤتمر صحفي مشترك، “لأنه لا يوجد شيء جديد يمكن أن نقوله للإعلام”، على حدّ تعبير مدير مكتب الجزيرة في تركيا…