مشاورات مصرية أمريكية “إسـ.را.ئيـ.ليـ.ة” لإنشاء “نظام أمني إقليمي جديد”
تونس ــ الرأي الجديد
أفاد دبلوماسي مصري، أنّ القاهرة، تلقت ما وصفها بــ “أفكار أميركية وإسرائيلية”، كان النظام المصري رفضها سابقا مع الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة..
وأوضح الدبلوماسي المصري الذي فضل التكتم على هويته، أنّ هذه “الأفكار”، تتضمن إنشاء نظام دفاعي مشترك، يضم دولاً خليجية، إلى جانب مصر والسعودية، لتبادل المعلومات الاستخبارية، ونشر أنظمة صاروخية بغطاء وإشراف مصري سعودي.
وكانت أنباء وتقارير إعلامية مصرية وسعودية، رجحت أمس، عقد لقاء ثنائي يجمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، على هامش القمة العربية (غير العادية) التي من المفترض أن تستضيفها المملكة في 11 نوفمبر الحالي، لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال المصدر الدبلوماسي المصري، أنّ هذه القمة، قد تبحث “بعض الترتيبات الإقليمية الجديدة”، بعد عملية نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة، والتي كانت بعض إجراءاتها معطلة بسبب خلافات مرتبطة بالبروتوكولات الأمنية الخاصة بالوضع في المناطق المصرية الخاضعة لاتفاقية كامب ديفيد الموقّعة بين مصر وإسرائيل عام 1979، “وتم حلها باتفاق رباعي بين مصر والولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، كمقدمة لتطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض” قبل اندلاع العدوان على غزة.
وبحسب ذات الدبلوماسي، فإن “تسليم جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية بشكل رسمي، واستكمال باقي الخطوات الرسمية التي تعد تل أبيب شريكاً في بعض منها بحكم كونهما (الجزيرتين) كانتا جزءاً أصيلاً من اتفاقية كامب ديفيد، سيعطي دفعة كبيرة للترتيبات الأمنية التي تخطط لها تل أبيب وواشنطن في منطقة البحر الأحمر”.
يذكر أنّه خلال مشاورات سابقة، متعلقة بمواجهة المخاطر الأمنية التي تسبّبها إيران لدول المنطقة، وتهديد الملاحة في البحر الأحمر، طُرحت الولايات المتحدة وإسرائيل، فكرة “الناتو الشرق أوسطي”، الذي يضم إسرائيل إلى جانب مصر ودول الخليج، وهي الفكرة التي لم تتحمس لها المؤسسة العسكرية المصرية، لاعتبارات تخص الأمن القومي المصري.
وأمام فشل فكرة “الناتو الشرق الأوسطي”، الذي كان يهدف إلى محاصرة إيران، وعزل تركيا أيضا، سارعت كل من إسرائيل والولايات المتحدة إلى الدفع بأفكار أخرى تصبّ جميعها في خانة مواجهة إيران وأذرعها في المنطقة، وضمان أمن إسرائيل، وكان في مقدمتها إنشاء نظام دفاعي مشترك يضم دولاً خليجية من الموقّعة على اتفاقات إبراهام (اتفاقات التطبيع)، إلى جانب مصر والسعودية، يعتمد على تبادل المعلومات الاستخبارية، ونشر أنظمة صاروخية ورادارية في الدولة التي سيشملها الاتفاق”.
ويخشى الرأي العام المصري وقسم واسع من النخب المصرية، أن تركن مصر للضغوط الإسرائيلية والأمريكية، المدعومة سعوديا، من أجل الخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها مصر منذ بداية حكم السيسي، واستمرار النظام في الحكم.. وهو ما ستوافق عليه الولايات المتحدة، وتدعمه إسرائيل..
فهل تشهد المنطقة ــ على أنقاض غزة ــ ميلاد هذا النظام الأمني دفاعي مشترك، بين مصر وإسرائيل والسعودية، ودول خليجية أخرى، في مقدمتها الإمارات العربية المتحدة ؟؟
المصدر: عربي21 + موقع “الرأي الجديد”