“المونيتور” يكشف: تركيا طلبت من “هـ ن ي ة” مغادرة أراضيها بعد عملية “أكتو..بر”… فكيف ردّت تركيا ؟؟
أنقرة ــ الرأي الجديد
قال موقع “المونيتور”، إن تركيا تسير على حبل دبلوماسي مشدود فيما يتعلق بأحداث فلسطين وعلاقاتها مع حماس وإسرائيل، وتحرص على “عدم تعريض ذوبان الجليد الأخير مع إسرائيل للخطر”، مع الحفاظ على دعم القضية الفلسطينية.
وبينما زعم تقرير “المونيتور”، أن السلطات التركية طلبت من إسماعيل هنية رئيس مكتب حماس السياسي، مغادرة إسطنبول عشية إطلاق عملية “طوفان الأقصى”، نفي مركز “مكافحة التضليل” التابع لوزارة الاتصالات التركية صحة هذه المعلومات وأكد أنها كاذبة.
بين أردوغان.. وهنية
وشدد المركز الحكومي التركي الرسمي في بيان له، على أن الادعاءات بأن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمر كبار المسؤولين في حماس بمغادرة تركيا على الفور، عارية من الصحة تماما”.
وتابع مركز “مكافحة التضليل”: “لا تصدقوا الادعاءات العارية من الصحة والكاذبة”.. كما نفى الصحفي بقناة “الأقصى” الفضائية التابعة لحماس، إسلام بدر، صحة هذه المعلومات أيضا.
وزعم الموقع الأمريكي إن تركيا طلبت بأدب من إسماعيل هنية مغادرة أراضيها، بعد أن أظهرته لقطات وهو يسجد شكرا لله، إثر هجوم حماس في السابع من أكتوبر الجاري، وأن “أنقرة كانت غير راغبة في الظهور وكأنها لا تزال تحمي حماس بعد قيام الحركة بقتل مدنيين إسرائيليين”، حسب زعم الموقع الأمريكي..
وأوضح الصحفي بقناة “الأقصى” الفضائية التابعة لحماس، أن ما حصل هو أن قيادة حماس غادرت تركيا بملء إرادتها إلى الدوحة، حيث مقر القيادة هناك، إضافة إلى أن حماس “في حالة انعقاد دائم ومستمر، لمتابعة ما يجري الآن”، وفق قوله.
لكنه تابع أيضا أن هذا لا يمنع من القول، أن الموقف التركي حيال ما يجري في فلسطين، هو أقل مما كان متوقعاً “بل يمكن وصفه ببالغ السوء خصوصاً من قبل الحكومة”.
ووفق “المونيتور “تحاول تركيا موازنة موقفها بعناية في مواجهة الحرب التي شنتها حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر، وحافظت على مناصرتها للقضية الفلسطينية مع تهدئة العلاقات مع حماس، والسعي لتجنب تداعيات جديدة مع إسرائيل”.
وجاءت الحرب في وقت يسعى فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى التطبيع مع القوى الإقليمية بما في ذلك إسرائيل.
موقف أردوغان أقل من المتوقع
وبعد سنوات من الخلافات الثنائية، التقى أردوغان برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي ودعاه لزيارة أنقرة.
وعلاوة على ذلك، يمكن توقع حدوث ضغوط أميركية متزايدة على أنقرة لقطع العلاقات مع حماس بعد أن يهدأ الغبار، بحسب مصدر تحدث للموقع الأمريكي.
وتابع المصدر: “خلافاً لانتقاداته اللاذعة ضد إسرائيل في الماضي، فقد ضبط أردوغان لغته هذه المرة، حريصاً على عدم تعريض الفصل الجديد الذي افتتحه للتو مع إسرائيل. ربما يكون قد شدد لهجته ضد إسرائيل بعض الشيء بسبب الخسائر المتزايدة في غزة، لكنه حجب الدعم الذي من شأنه أن يرضي حماس”.
واعترافاً بخيبة الأمل على الجانب الفلسطيني، قال مصدر فلسطيني في أنقرة “للمونيتور”: “إن الجماعات الفلسطينية، بما في ذلك حماس، غير راضية عن الموقف التركي، وتعتبر تصريحاتها غير كافية. ولم يستدعوا حتى السفير الإسرائيلي لدى وزارة الخارجية”.
وفي مقابلة مع قناة “خبر تورك” التركية الأسبوع الماضي، أشار خالد مشعل، إلى أن الحركة تتوقع دعمًا أقوى من أنقرة.
بعد مجزرة المعمداني
وعقب مجزرة مستشفى المعمداني التي ارتكبها الاحتلال، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في منشور على موقع “إكس” الإنسانية جمعاء إلى “اتخاذ إجراءات لوقف هذه الوحشية غير المسبوقة”.
أما وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، فقد قال إنه إذا استمرت الهجمات الإسرائيلية فإنها “ستهدد الاستقرار والسلام الدوليين عبر التصعيد في المنطقة”.
وأضاف في كلمة أمام “قمة القاهرة للسلام”، التي انعقدت قبل يومين في مصر، بخصوص التطورات في غزة، أن “إسرائيل تحتجز مليوني شخص في سجن مفتوح في منطقة تفتقر لمقومات العيش البشري، وتصف ذلك بأنه “دفاع ضد الإرهاب”.
وتابع “لن نسمح أبدا باستمرار معاناة الفلسطينيين.. لن نتغاضى عن مثل هذه الجرائم سواء كانت ضد الفلسطينيين أو أي أحد آخر”، وهو ما اعتبر تعويما من قبل تركيا للقضية ولما يعانيه الفلسطينيون..
في مقابل ذلك، كان الشارع التركي، أكثر وضوحا، إذ خرج عديد المرات احتجاجا على القصف الإسرائيلي الهمجي ضدّ غزة، وانتصارا للقضية الفلسطينية، ما يعني هذه المرة ــ في نظر المراقبين ــ أن الموقف التركي الرسمي، في شبه قطيعة مع شعبه..