أول رئيسة وزراء في التاريخ.. غيرت اسم بلدها
سيريلانكا ــ الرأي الجديد
كل خطوة عملاقة تأخذها سيدة في عالم اليوم مهدت لها أخريات في تواريخ سابقة، بسطن الأرض ودفعن بالنساء إلى الوظائف الصعبة.
ولا تستبعد أن حلم جورجيا ميلوني في إيطاليا، وإليزابيث بورن في فرنسا، وكايا كالاس في إستونيا وغيرهن بمنصب رئيس الوزراء، بدأ من صورة سيريمافو باندارانايكي أول رئيسة وزراء في التاريخ على مقعد الحكم..
من هي باندارانايكي؟
ولدت سيريمافو باندارانايكي عام 1916، في عائلة ثرية، وتزوجت عام 1940 من السياسي سولومون باندارانايكي (رئيس وزراء سريلانكا عام 1956) وبدأت تهتم بقضايا الرعاية الاجتماعية.
وبعد اغتيال زوجها حثها حزب الحرية السريلانكي على أن تصبح زعيمة الحزب، وفي جويلية 1960، فاز الحزب في الانتخابات العامة وأصبحت رئيسة للوزراء.
وبعد أن استلمت منصبها واصلت باندارانايكي برنامج زوجها للسياسات الاقتصادية الاشتراكية، والحياد في العلاقات الدولية.
وقامت حكومتها بتأميم العديد من المؤسسات الاقتصادية، وفرضت قانونا يجعل اللغة السنهالية اللغة الرسمية الوحيدة.
لكن بحلول عام 1964 أدت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، وتحالف حزب الحرية مع حزب سيلان الاشتراكي، إلى تآكل الدعم الشعبي لحكومتها، التي هُزمت بشكل مدو في الانتخابات العامة لعام 1965.
لم تنته رحلة المرأة الحديدية كقائدة سياسية عند تلك النقطة، بل استعاد ائتلافها الاشتراكي، عام 1970، السلطة ومنصب رئاسة الوزراء.
اتبعت باندارانايكي في ولايتها الثانية سياسات أكثر تشددا، كما قيدت حكومتها المشاريع الحرة، وأممت الصناعات، وأجرت إصلاحات على الأراضي.
وفي خطوة بارزة في تاريخ سريلانكا أصدرت باندارانايكي دستورا جديدا أنشأ رئاسة تنفيذية وغير اسم سيلان (اسم سريلانكا قبل عام 1972)، إلى جمهورية تسمى سريلانكا.
لكن ظل الاقتصاد أزمتها، إذ تسببت سياسات باندارانايكي الاشتراكية مرة أخرى في ركود اقتصادي، وساعد دعم حكومتها للغة السنهالية في تنفير الأقلية التاميلية الكبيرة في البلاد.
ونظير هذا الفشل في التعامل مع الأقليات العرقية والضائقة الاقتصادية، فشلت باندارانايكي في الاحتفاظ بمنصب رئيس الوزراء في انتخابات 1977.
وفي عام 1980 جرد البرلمان السريلانكي باندارانايكي من حقوقها السياسية ومنعها من تولي مناصب سياسية.
وبعد 6 أعوام عادت إلى الحياة السياسية مجددا بعدما منحها رئيس سريلانكا آنذاك جي آر جايواردين عفوا أعاد لها حقوقها.
وترشحت دون جدوى عن حزب الحرية للرئاسة في عام 1988، لكنها استعادت مقعدا في البرلمان السريلانكي في عام 1989 لتصبح زعيمة المعارضة.