قالوا “سنواجه مقاومة شرسة”: محللون عسكريون إسرائيليون متشائمون إزاء العملية البرية في غزة..
القدس المحتلة ــ الرأي الجديد
أعلن مجلس الحرب الإسرائيلي اليوم، على ضرورة اجتياح غزة خلال الساعات أو الأيام القادمة، وهو القرار الذي أثار وجهات نظر مختلفة من قبل محللين عسكريين إسرائيليين..
فماذا قال هؤلاء المحللون ؟؟
فقد ذكر “دان أركين”، المحلل العسكري في مجلة “يسرائيل ديفينس”، أن “الخطر الأساسي يكمن في أن مثل هذا الهجوم، سوف يوسع دائرة القتال، وستضطر القوة العسكرية الإسرائيلية للتوغل في عمق غزة، وهي المنطقة التي يعيش فيها عشرات آلاف الفلسطينيين، ويعمل آلاف من أعضاء “حماس” من خلال شبكة من الأنفاق، ولتحقيق هدف القضاء على “حماس”، فإن إسرائيل ستحتاج إلى قتال طويل ودموي ضد مقاتلي حرب العصابات، الذين يعرفون جغرافيا قطاع غزة المكتظ بالسكان”.
ونقل رافائيل كوهين، الباحث في العلوم السياسية بمعهد (راند) الأمريكي أن “العملية البرية ستكون قذرة للغاية، ولن يكون من السهل اقتلاع كل ما هو موجود هناك في عمق غزة، ولتحقيق ذلك فإنه لا بد من شن عملية عسكرية واسعة النطاق تستمر فترة طويلة، ويسقط فيها كثير من الضحايا، وهناك تعقيدات إضافية متعلقة بإنقاذ أكثر من 199 مختطفاً، بينهم أمريكيون وجنسيات أخرى، فضلا عن كون هذه العملية البرية قد تؤدي غلى اندلاع جبهة جديدة مع حزب الله”.
وأضاف أن المسؤولين الإسرائيليين مصممون على الانتقام بعد أن قتلت “حماس” 1300مستوطن ومجند، لذلك فإن الهجوم البري يبدو وشيكاً، مضيفا بأنه إذا أراد نتنياهو الوفاء بوعده بالقضاء على “حماس”، فسيتعين عليه إرسال جيشه إلى عمق غزة..
تأجيل العملية البرية
أما “فيل أندرو”، خبير استشارات الأزمات في مجموعة باكس، والذي قضى 21 عاما في مكتب التحقيقات الفيدرالي تعامل فيها مع قضايا الرهائن، فقد ذكر أن “تأجيل العملية البرية خطوة إسرائيلية محسوبة، لأنها تتمتع بالقدرة على تحديد وتيرة العمليات، ولن يكون سهلا تحديد مكان الأسرى المختبئين في مواقع مختلفة في غزة، ويخضعون لسيطرة “حماس”، لكن إسرائيل تخاطر عندما تهدد بتدمير “حماس”، دون إطلاق سراح المختطفين أثناء احتجازهم وهم على قيد الحياة، بعد أن هددت “حماس” بقتلهم إذا تواصل الضغط عليها”.
العملية البرية.. وهم
في المقابل، أكد الجنرال “رونين إيتسيك”، عميد الكلية العسكرية الأسبق، أن “الاعتقاد بإمكانية القضاء على حماس دون عملية برية، هو وهم يجب التخلص منه، لأنه لا توجد قدرة حقيقية على إحداث تغيير جذري في الوضع في غزة دون اتخاذ إجراء ميداني، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال العملية البرية”..
وأشار إلى أنه “يمكن القول إن حماس بنت كل قوتها على مر السنين تحت الأرض، وحقيقة وجود العدو تحت الأرض، واستثمار موارد هائلة في بناء قدرات إطلاق الصواريخ، تتطلب عملاً واسع النطاق على الأرض، ولا توجد قدرة حقيقية على تغيير الوضع بشكل جذري دون القيام بعمل بري، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المناورة البرية..
وأوضح أنه “لهذا الغرض، سيتعين على الجيش تدمير الجزء الأكبر من القوة القتالية للحركة، ما يتطلب تفكيك نظام القيادة والسيطرة، ومسح مناطق القدرات القتالية، ولو أمكن الحصول عليها جزئيًا من الجو، فإن بعضها سيختفي، ما يستدعي مناورة برية في غزة فقط، تكون ضخمة ودقيقة جداً، لاستهداف مناطق الثقل العسكري لحركة حماس”.