“إذا لم تستح فقل ما شئت”: شركة نقل تونس تغالط الرأي العام بالحديث عن اعتداءات كسبب لرداءة خدماتها
تونس ــ الرأي الجديد
وأوضحت الشركة، أنّ تكرّر الاعتداءات التي تستهدف أسطول عرباتها وحافلاتها بصفة يومية، زاد في تعميق أزمتها، كما تسبّب في مزيد انخفاض نسبة الجاهزية، وبالتالي التقليص اليومي في الأسطول المتجوّل.
كما انجرّ عن هذه الأعمال التخريبية، ارتفاع عدد الأسطول المتوقّف عن الخدمة في ظل عدم توفّر قطع الغيار، مما يجعل توفير الحافلات وعربات المترو بصفة يومية مهمة صعبة.
التخريب والرشق بالحجارة: تعلات واهية
وبالإضافة إلى تعمّد الرشق بالحجارة وتهشيم البلّور وإتلاف أنظمة التحكم الإلكتروني لأبواب عربات المترو، سجلت الشركة في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة تتمثل في سرقة 4 أبواب لقمرة قيادة العربات خلال أسبوع واحد، وهي ظاهرة تدعو إلى الاستغراب خاصة مع وجود عدد هام من الركاب على متنها.
ولفتت الشركة، إلى أن هذه الاعتداءات تتواصل، بالرغم من مساعيها إلى تحسين جاهزية الأسطول حسب الإمكانيات المتوفرة.
وأشارت، إلى “أن هذه الأعمال التخريبية تتكرّر رغم ما عبّرت عنه الشركة، في عديد المناسبات عبر قنوات الاتصال الرسمية التابعة لها أو عبر وسائل الإعلام، أو أثناء الالتقاء المباشر مع الحرفاء، من تفهّم لعدم الرضاء حول مستوى الخدمة المسداة”.
ودعت الشركة المواطنين والحرفاء خاصة الأولياء، إلى إيقاف الاعتداءات لمصلحة جميع الأطراف، من أجل ضمان استمرارية المرفق العمومي للنقل.
بلاغ مجانب للحقيقة
والحقيقة، أن هذا البيان لشركة نقل تونس، قد يرضي بعض المسؤولين في وزارة النقل، وفي أعلى هرم السلطة، لكنه لن يمر على الرأي العام، خصوصا من الذين يستقلون وسائل النقل هذه بشكل يومي، حيث يتعرضون إلى المهانة والإذلال وسوء المعاملة، وقلة الإحترام من قبل الشركة، بفعل سوء الخدمات ورداءتها، والتأخير الكبير لعربات الميترو، إلى درجة الملل، ووضعيتها السيئة ميكانيكيا، حيث يوجد يوميا ميترو أو اثنين في حالة عطب في الطريق، ما يتسبب في تعطيل كامل الأسطول، وهو ما ينجر عنه تأخير موظفين وطلبة وتلاميذ وعمال عن أشغالهم، بما جعلهم عرضة لعقوبات إدارية متلاحقة.
فهل أنّ للعطب الميكانيكي المتتالي والمتفاقم، خصوصا على خط الميترو 5 (برشلونة ــ حي الإنطلاقة)، دخل في “الأعمال التخريبية المزعومة”؟؟
وبماذا تفسر الشركة تأخير الميترو بنسبة تصل إلى 35 دقيقة، بين السفرة والأخرى، وتصل أحيانا إلى مستوى الساعة بالكامل، هل لذلك دخل أيضا بالإعتداءات على الميترو؟؟
يبدو أنّ الشركة استعادت اللغة الخشبية التي كنا نظنّ أننا تجاوزناها إلى الأبد، وكان أولى بها أن تصارح الناس بحقيقة الوضع، سيما من حيث الإمكانات المالية للدولة، الذي يمكن أن يجعلها أكثر مصصداقية من هذا الخطاب الأجوف..