أول سفير سعودي في فلسطين منذ عقود.. وأول وزير إسرائيلي في الرياض.. التطبيع يخترق أرض الحرمين
رام الله ــ الرأي الجديد
حدثان فارقان في علاقاتها الخارجية، شهدتهما السعودية في يوم واحد، الأول وصول وزير السياحة الإسرائيلي، حاييم كاتس، إلى الرياض، في أول زيارة رسمية لوزير إسرائيلي إلى المملكة.. والثاني وصول وصل السفير السعودي، نايف بن بندر السديري، إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية، ليبدأ مهامه رسميًا في الأراضي الفلسطينية لأول مرة منذ عقود.
الحدثان المهمان اكتسبا أهمية أكبر لتزامنهما مع تقارير عدة حول حدوث تقدم في محادثات تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، والذي تربطه السعودية بحدوث تقدم ملموس في القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط، التي تشهد جمودًا منذ عقود.
وزير إسرائيلي في الرياض
وكان وزير السياحة الإسرائيلي، حاييم كاتس، قد وصل إلى العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، في أول زيارة رسمية لوزير إسرائيلي إلى المملكة، حيث يترأس كاتس الوفد الإسرائيلي إلى مؤتمر منظمة الأمم المتحدة للسياحة المنعقد في الرياض، في يومي 27 و28 سبتمبر الجاري، وفقًا لموقع “إسرائيل بالعربية”..
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن كاتس سيشارك في العديد من الفعاليات بمناسبة اليوم العالمي للسياحة، مع لقائه نظراء له من دول مختلفة، من بينها دول عربية وشرق أوسطية، وفقًا لشبكة “سي أن أن”.
وفي الأشهر الأخيرة، أرسلت إسرائيل وفودا إلى السعودية للمشاركة في الألعاب الرياضية وغيرها من الأحداث، بما في ذلك اجتماع اليونسكو.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد قال إنه “من المرجح” أن تتوصل إسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية، واصفًا الاتفاق المحتمل بأنه سيمثل “نقلة نوعية” في المنطقة، و”سيغير الشرق الأوسط إلى الأبد”، وأوضح أن السلام بين إسرائيل والسعودية سيؤدي بالفعل إلى “شرق أوسط جديد”.
من جانبه قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، إن هناك مباحثات جيدة مستمرة بشأن التطبيع مع إسرائيل حتى الآن، وأضاف: “نقترب كل يوم أكثر ويبدو الأمر جديًا لأول مرة. سنرى كيف ستسير الأمور”.
سفير سعودي في رام الله
من ناحية أخرى تسلم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أوراق اعتماد سفير المملكة العربية السعودية، نايف بن بندر السديري، سفيرًا فوق العادة، مفوضًا غير مقيم لدى دولة فلسطين، وقنصلا عامًا في مدينة القدس.
وقال السديري عقب لقائه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إنه نقل تحيات الملك سلمان وولي عهده إلى الرئيس عباس، وقدم أوراق اعتماده رسميًا لأول مرة منذ عقود.
وأكد السديري على العلاقة الوثيقة التي تربط السعودية بدولة فلسطين، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة ستكون فاتحة لتعزيز المزيد من العلاقات في جميع المجالات، مشدداً على مواقف المملكة الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وأضاف السديري أن مبادرة السلام العربية سوف تكون ركنًا أساسيًا، في أي اتفاق سلام مستقبلي مع إسرائيل، وأوضح أنه لن يزور مدينة القدس، خلال زيارته إلى الأراضي الفلسطينية التي تمتد ليومين.
وتعد زيارة الدبلوماسي السعودي، الأولى للأراضي الفلسطينية منذ عقود، حيث كانت السعودية قد أغلقت قنصليتها في القدس الشرقية، بعد احتلال إسرائيل لأراض فلسطينية في عام 1967.
وتم تعيين السديري سفيرًا غير مقيم للرياض “لدى دولة فلسطين وقنصلا عاما للمملكة في القدس، عاصمة دولة فلسطين” في منتصف أوت الماضي.
وكان السديري قد وصل على رأس وفد سعودي إلى الأراضي الفلسطينية برًا من الأردن، ومن المقرر، أن يزور صباح اليوم الأربعاء، قبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ويضع إكليلا من الزهور على قبره.