مجلس الدولة الفرنسي يؤيّد وزير التربية في منع ارتداء العباءة في المدارس
تونس ــ الرأي الجديد
أيّد مجلس الدولة في فرنسا، اليوم الخميس 7 سبتمبر، قرار منع ارتداء العباءة في المدارس، رافضا بذلك الطعن المقدّم من جمعية “العمل من أجل حقوق المسلمين”.
ورأى مجلس الدولة أنّ الحظر، “لا يمسّ بصورة خطرة وغير قانونية بشكل واضح، بالحقّ في احترام الحياة الخاصة، وحرية العبادة، والحقّ في التعلم، واحترام المصالح الفضلى للطفل، أو لمبدإ عدم التمييز”.
واعتبر أنّ ارتداء العباءة أو أيّ لباس مماثل (كالعباءة الرجالية) في المدرسة الرسمية، “يندرج في إطار منطق تأكيد انتماء ديني، كما يظهر خصوصا من التعليقات التي صدرت خلال الحوارات مع التلاميذ”، مضيفا أنّ “القانون يمنع على التلاميذ داخل نطاق المدارس العمومية، ارتداء علامات أو ملابس تظهر بشكل واضح انتماءً إلى دين ما”.
وفي 3 سبتمبر الجاري، قال وزير التربية غابرييل أتال، في مقابلة مع تلفزيون “TF1” الفرنسي، إنّه لن يسمح بعد الآن بارتداء العباءة في الصفوف المدرسية، لأنّه “لا يريد أن يعرف انتماء الطالبات بمجرّد النظر إلى ما يرتدينه”.
وفي 4 سبتمبر، بدأ العمل بالقرار تزامنا مع انطلاق العام الدراسي 2023-2024، لكن أتال أعلن أنّ عشرات الطالبات المحجّبات رفضن التخلّي عن العباءة وحُرمن من الدخول إلى مدارسهن تطبيقا للحظر.
وقبل أيام من تصريحات أتال، نشرت وزارة التربية الفرنسية بيانا عن التقرير الخاص بتزايد انتهاكات العلمانية، وأنّها “زادت 150٪ في السنوات الأخيرة”. وتابعت الوزارة: “يرتدي الطلاب والطالبات ملابس تشبه العباءة والسترة”، ورأت أنّ ذلك “يتعارض مع قانون العلمانية” الذي صدر عام 2004 ويحظر الرموز الدينية في المدارس.
وخلّف القانون الذي أفصح عنه وزير التربية الفرنسية غابريال أتال، ردود أفعال عديدة داخل البلاد وخارجها بعد مساندة الرئيس إيمانويل ماكرون لهذا القرار، وتأكيد المضي في تطبيقه.
وبرّر الوزير الفرنسي مضي فرنسا في فرض هذا القانون بقوله: “هذا اللباس ينتهك القوانين العلمانيّة الصارمة التي تفرضها بلاده في مجال التعليم”.
ورفعت جمعية “العمل من أجل حقوق المسلمين” طلبا عاجلا إلى مجلس الدولة، لإصدار أمر قضائي ضدّ الحظر المفروض على العباءة والقميص الطويل للرجال.
ومنذ عام 2010، حظرت فرنسا ارتداء الحجاب الكامل خارج المدرسة أيضا فيما لم يعد يُسمح للنساء بارتداء البوركيني، أي ملابس السباحة التي تغطّي الجسم بالكامل، في حمامات السباحة العامة منذ السنة المنقضية.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع المنقضي إلى ضرورة المضي بحزم في منع ارتداء العباءة وغيرها من الملابس الإسلامية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.