بعد رفض دبيبة السفير الأوروبي المقترح.. العلاقات مع إيطاليا على صفيح ساخن
طرابلس (ليبيا) ــ الرأي الجديد
رغم مرور أيام على كشف تفاصيل لقاء وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية بنظيرها الإسرائيلي، إلا أن “الغضب الشعبي” ما زال في أوجه.
غضب كانت له تداعيات سياسية ودبلوماسية لافتة، سواء في علاقة بالانتخابات الليبية المقبلة، والتحول الملحوظ في موقف المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، الذي دعا إلى تشكيل “حكومة موحدة، كشرط أساسي لإجراء الانتخابات في ليبيا”، بعد أن كان يدعو إلى “ضرورة إجراء انتخابات وطنية دون تغيير الإدارة”… أو من خلال موقف حكومة الدبيبة، من السفير الأوروبي المقترح من قبل الاتحاد الأوروبي، نيكولا أورلاندو، الذي أعلنت حكومة عبد الحميد الدبيبة، رفضها له، وهو ما اعتبرته بروكسل “أمرًا نادر الحدوث في الأعراف الدبلوماسية”.
موقف دبيبة هذا، أدّى إلى أزمة في العلاقة مع حكومة جورجيا ميلوني، على اعتبار الجنسية الإيطالية للسفير الأوروبي المقترح..
ضربة لميلوني
وقالت صحيفة “بوليتيكو”، في تقرير لها، إن حكومة الدبيبة، استبعدت مرشح إيطاليا لقيادة بعثة الاتحاد الأوروبي، متوقعة اختيار دبلوماسي من فرنسا.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن دبلوماسيين أوروبيين قولهم، إن حكومة الدبيبة، رفضت المرشح الإيطالي للمنصب، نيكولا أورلاندو، ومن المتوقع أن تبارك نائبه الفرنسي باتريك سيمونيه.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية قرار الدبيبة، بمثابة ضربة لرئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية جيورجيا ميلوني، التي تعهدت بمزيد من التواصل مع دول شمال أفريقيا؛ باعتباره بندًا أساسيًا في أجندة سياستها الخارجية.
وقال دبلوماسي أوروبي، إن الحكومة الإيطالية أصيبت بخيبة أمل بسبب الرفض الليبي، رغم أنها لم ترد رسميا.
ما حقيقة رفض الدبيبة اعتماد سفير أوروبا؟
رغم أن حكومة عبد الحميد الدبيبة لم تعلق على تقرير المجلة الفرنسية، إلا أن مفوضية الاتحاد الأوروبي، أشارت على استحياء للأزمة الحالية.
ففي تصريحات لوكالة “نوفا” الإيطالية، قالت نبيلة مصرالي، المتحدثة باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية: “يمكننا أن نؤكد أن السفير خوسيه ساباديل انتهى منصبه في ليبيا منذ يومين، في نهاية فترة خدمته العادية”.
وأضافت: “ننشر تعيينات سفرائنا بعد الانتهاء من كافة الإجراءات، والحصول على الموافقة، وسيكون السفير المعين جاهزا للمغادرة لتولي المنصب”.
ولم تؤكد مصرالي أو تنفي الأنباء المتعلقة بعدم موافقة حكومة الوحدة الوطنية على تعيين الدبلوماسي الإيطالي نيكولا أورلاندو، سفيرا جديدا للاتحاد الأوروبي في طرابلس، بحسب “نوفا”.
وبالطبع، تعكس هذه الأزمة، خلفية التجاذبات و”العلاقات التحتية”، بين ليبيا والاتحاد الأوروبي وإيطاليا والولايات المتحدة وفرنسا، في علاقة بسوق الثروات الليبية، واقتسام الكعكة، وهي الورقة التي يستخدمها دبيبة، في صراعاته ومماحكاته السياسية والدبلوماسية، وضمن لعبة التوازنات الداخلية في علاقة بالخارج..