رحيل المشري: هل يقطع الرئيس الجديد للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا مع الإرث السابق ؟؟
طرابلس (ليبيا) ــ الرأي الجديد / طارق اللافي
ما مصير التوافق والصفقات والتقارب بين مجلسي النواب والدولة التي صاغها خالد المشري، بعد هزيمته في انتخابات المجلس الأعلى للدولة بليبيا،تاركا مكانه للفائز، محمد تكالة، القريب من عبد الحميد دبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية.
وفاز تكالة برئاسة المجلس الأعلى للدولة بعد حصوله على 67 صوتا في الجولة الثانية على حساب المشري، الذي حصل على 62 صوتا في انتخابات أجريت اليوم الأحد.
وسارع رئيس الحكومة الليبية، عبد لحميد الدبيبة بتقديم التهنئة لتكالة، ومطالبته بالانحياز لإرادة الليبيين وإنهاء المراحل الانتقالية والوصول إلى انتخابات قريبا.
بين الدبيبة وباشاغا
وقال عضو لجنة المسار الدستوري بمجلس الدولة، محمد الهادي في تصريح إعلامي أمس، بخصوص علاقة تكالة بالدبيبة وباشاغا، “هو ليس قريبا من الدبيبة كما يشاع لكنه أيضا ليس بعيدا عنه أو في عداوة معه، أما بخصوص علاقته بباشاغا، فيكفي القول، إنه من ضمن المزكين لحكومة باشاغا”.
ويعدّ تكالة، أحد أعضاء ملتقى الحوار السياسي، وهو يعرف المفاوضات وأبعادها جيدا، خاصة أنه كان من ضمن تركيبة ممثلين عن كل الأطراف بما فيهم عقيلة وحفتر، كما عرف عنه إعطاؤه دفعة قوية للعملية السياسية، باعتبار أن مجلس الدولة جماعة منظمة، تبني مواقفها على التشاور والتوافق بينهم في كل الخطوات السياسية..
أوساط إعلامية وسياسية ليبية، تستبعد أن تكون للرجل نية لنسف أي توافقات تمهد لتوحيد المؤسسات، ربما يختلف عن سابقه في الآليات أو الرؤية، لكنه لن يخرج عن إطار ما توصل إليه المجلسين من تفاهمات.
الدبيبة.. رهان ذكي
وذهب مراقبون، إلى أنّ خسارة المشري، تمثل فشلا لمشروع عقيلة صالح ــ خليفة حفتر، مقابل تنامي نفوذ حكومة الدبيبة، التي ترفض تشكيل حكومة جديدة، وتنادي بإجراء انتخابات تفضي إلى تغيير المجلسين، وانتخابات رئاسة يكون للدبيبه الحظ الأكبر في الفوز بها..
وتتحدث معلومات من منابر إعلامية ليبية عديدة، أنّ حكومة الدبيبة، نجحت في استغلال كتلة المعارضة في مجلس الدولة ودعمها بكل الطرق لتفوز في الانتخابات، وتجمد المشروع، أو تحوله لمشروع يُبقي الدبيبة على رأس الحكومة مع تعديلات ترضي الخصوم لفترة قد تطول، في وقت تتجه أنظار العالم إلى صراع الغرب والروس في إفريقيا على الحدود الليبية..