عودة المعاناة إلى راس جدير: ساعات من الانتظار.. وإجراءات وزارة النقل “حبرا على ورق”
راس جدير ــ الرأي الجديد / لطفي الحيدري
يطرح التونسيون من المواطنين والتجار، أسئلة عديدة حارقة، حول أسباب البطء في إجراءات العبور من وإلى معبر راس جدير، بمعتمدية بن قردان من ولاية مدنين.
إذ تستمر معاناة المسافرين القاصدين إلى ليبيا، أو القادمين منها، في ضوء حالة الانتظار التي تصل إلى 7 ساعات، وفق شهود عيان، وأحيانا تتجاوزها في حالات ترتبط بالتجار..
ويزداد الأمر سوءا في ظل الحرارة المرتفعة في الجنوب التونسي، وفي مستوى هذه المنطقة الحدودية، إلى جانب وجود حالات من المرضى، وذوي الحاجات الخصوصية، والحالات الإستثنائية، الذين تزداد معاناتهم وتشتدّ، كلما اقتربوا من هذا المعبر، القناة الرئيسية للعبور باتجاه ليبيا.
ويزاداد الأمر تعقيدا، بالنسبة للعابرين راس جدير من ليبيا إلى تونس، حيث يقضي المسافرون ساعات طوال في الإجراءات والنسق البطيء لحركة العبور، بما يجعلهم رهينة الإنتظار لفترة قد تصل إلى نصف اليوم أحيانا..
وكانت وزارة النقل، أعلنت في مارس الماضي، عن إجراءات جديدة لتحسين سبل العبور من المعبر الحدودي بين تونس وليبيا، غير أنّ تلك الإجراءات لم يلحظها المسافرون إلى الآن، وقد تكون مثل غيرها من الإجراءات، حبرا على ورق.
فهل المشكل في الإجراءات الأمنية، “المبالغ فيها أحيانا”، كما يقول بعض المسافرين، أم في عدم التنسيق اللوجستي بين تونس وليبيا، خاصة في مستوى السلطات الحدودية للبلدين، أم لإشكاليات أخرى لم يجد لها البلدان حلا إلى حدّ الآن، على الرغم من الاجتماعات، سواء العليا أو القطاعية أو الفنية أو الأمنية ؟؟
يذكر أنّ حركة العبور في مستوى المعبر الحدودي، راس جدير، بلغت نحو 3 ملايين مسافر العام الماضي، أي بمعدّل 8500 مسافر يوميا.
وساهم المعبر الحدودي، وفق آخر الإحصائيات الرسمية، في إنعاش القطاع السياحي بولاية مدنين خاصّة، حيث احتلّت السوق الليبية المركز الثالث من حيث الوافدين إلى حدود 20 جويلية الماضي، بنحو 103 آلاف وافد تقريبا.