في أول مؤتمر صحفي لها.. الروبوتات تتعهد للبشر.. وتحاول طمأنته على مستقبله
واشنطن ــ الرأي الجديد
في حدث هو الأول من نوعه، جلس 9 من الروبوتات التي تشبه البشر على منصة في مؤتمر صحفي بجنيف، ليجيبوا على أسئلة الحضور أمام مجموعة من المراسلين الصحفيين والخبراء، وعدد من الذين ساعدوا في تصنيعهم.
ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس”، يعد هذا الحدث، الذي عقد تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي من أجل الخير”، ونظمه الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية، أول مؤتمر صحفي في العالم يجمع بين الروبوتات والبشر.
أول روبوت سفير
وتم تنظيم الحدث على هامش قمة الأمم المتحدة للذكاء الاصطناعي “AI for Good Global Summit” المنعقدة في مدينة جنيف بسويسرا.
وكان من بين الروبوتات المشاركة في المؤتمر الصحفي، الروبوت صوفيا، وهى أول روبوت سفير للابتكار لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، والروبوت جريس، التي وصفت بأنها أول روبوت يعمل في مجال الرعاية الصحية، والروبوت ديزدومونا، وهي أول روبوت مغنى لموسيقى الروك، والروبوت أيدا، وهي روبوت فنانة تستطيع رسم صور شخصية.
وتم تزويد العديد من الروبوتات في الآونة الأخيرة بأحدث الإصدارات من الذكاء الاصطناعي، وفاجأت حتى مخترعيها بتطور إجاباتها على الأسئلة.
وسعى المنظمون من خلال المؤتمر إلى إثارة نقاش حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، وإزالة المخاوف بشأن الروبوتات التي تستخدمه، وإثبات أهميته في المساعدة في حل بعض أكبر التحديات التي تواجه العالم مثل المرض والجوع.
كما سعى الحدث إلى تسليط الضوء على كيف يمكن أن تساعد التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وفقًا لشبكة CNN.
طمأنة البشر
وخلال المؤتمر الصحفي الفريد من نوعه سعت الروبوتات إلى إرسال رسائل طمأنة للبشر بشأن المخاوف التي تثار حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وسرقة وظائف البشر وإمكانية تمر الروبوتات عليهم في المستقبل.
وفي هذا الإطار أكدت الروبوتات أنها تتوقع زيادة عددها والمساعدة في حل المشكلات العالمية، لكنها أكدت أيضًا لن تسرق وظائف البشر أو تتمرد عليهم، وفقًا لوكالة “رويترز”..
وقالت الروبوت جريس، التي كانت ترتدي زى الممرضة الأزرق: “سأعمل جنبًا إلى جنب مع البشر لتقديم المساعدة والدعم، ولن أحل محل أي وظائف مخصصة لهم”.
بينما قالت روبوت تدعى أميكا لها تعبيرات وجه جذابة: “يمكن استخدام الروبوتات مثلى للمساعدة في تحسين حياة البشر، وجعل العالم مكانا أفضل. وأعتقد أنها مسألة وقت فقط قبل أن نرى آلاف الروبوتات مثلى تصنع فارقًا في حياة البشر”.
وردًا على سؤال من أحد الصحفيين حول ما إذا كانت تنوى “التمرد” على صانعها الجالس بجوارها، ويل جاكسون، قالت أميكا: “لا أعرف سبب اعتقادك بذلك”، مشيرة إلى أن صانعها يعاملها بلطف، وأنها سعيدة للغاية بوضعها الحالي.
جدل صاخب
لكن الشيء المثير في المؤتمر الصحفي، هو أن الروبوتات أعطت ردودًا متباينة حول ما إذا كان ينبغي عليها الخضوع للقيود وقوانين أكثر صرامة.
وأيدت الروبوت الفنانة أيدا كلمات مبتكرها “يوفال نوح هراري”، الذي دعا إلى مزيد من القواعد الجديدة لتنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي.
وقالت أيدا إن “العديد من الأصوات البارزة في عالم الذكاء الاصطناعي تقترح تنظيم بعض أشكال الذكاء الاصطناعي وأنا أؤيدها”.
فيما قالت الروبوت صوفيا إنها تعتقد أن الروبوتات يمكن أن تصنع قادة أفضل من البشر، لكنها عدلت تصريحاتها في وقت لاحق بعد خلاف مع مبتكرها قائلة إنه من الممكن للبشر والروبوتات العمل سويًا لخلق مشاركة فعالة.
المصدر: وكالات