بسبب الاعتصامات: استمرار توقّف إنتاج الفسفاط منذ 32 شهرا… رغم زيارة رئيس الجمهورية
تونس ــ الرأي الجديد
ما يزال إنتاج الفسفاط التجاري، بمعتمدية الرديف من ولاية قفصة، متوقفا بسبب الاعتصامات والاحتجاجات المتواصلة من عدد من طالبي الشغل..
وعلى الرغم من دعوة رئيس الجمهورية قيس سعيد، خلال زيارته إلى المنطقة يوم 13 جوان الجاري، من المحتجين والمعتصمين، إيقاف كل أشكال الاحتجاج لاستئناف الانتاج، فإنّ المحتجين لم يمتثلوا إلى الآن.
وتعتصم بوحدة إنتاج الفسفاط التجاري بمدينة الرديف منذ شهر نوفمبر من سنة 2020, مجموعة من طالبي الشغل، للمطالبة بفرص عمل وتطبيق اتفاقيات ومحاضر جلسات مع السلطات في سنوات سابقة، حسب قولهم، وهي اتفاقيات، تهمّ تشغيلهم بشركة فسفاط قفصة أو بإحدى المؤسسات المتفرعة عنها، وخاصة شركات البيئة، وشركة نقل المواد المنجمية.
ولم يلتحق أعوان وزّانة الفسفاط والمغسلة بالرديف، التابعتين لشركة فسفاط قفصة إلى مواقع عملهم، منذ 32 شهرا، وهو ما يعني أن وحدة إنتاج الفسفاط التجاري، لم تنتج طيلة هذه الفترة ولو طُنّا واحدا من الفسفاط، مقابل إنتاج ما لا يقلّ عن 400 ألف طنّ في السنوات التي سبقت 2020.
مخزون هام في الرديّف
كما تتوفّر الرديف حاليا على مخزون هامّ من الفسفاط التجاري لا يقلّ عن 1 فاصل 5 مليون طنّ، جاهز للوسق نحو مُصنّعي الأسمدة الكيميائية، إلاّ أن اعتصامات طالبي الشغل, تحول دون نقله سواء عبر الشاحنات او عبر خط السكّ الحديدية.
وبعد مرور حوالي الأسبوعين على زيارة رئيس الجمهورية إلى موقع اعتصام طالبي الشغل بمغسلة الفسفاط بالرديف، ودعوته إيّاهم إلى ضرورة عودة إنتاج الفسفاط ووسقه، وإلى ضرورة وضع حدّ للاحتجاجات التي تُعطّل نشاط قطاع الفسفاط و”التوجّه نحو بعث مشاريع تخلق الثروة”، فإن الوضع يتواصل على حاله منذ أواخر سنة 2020..
وتعاني شركة فسفاط قفصة وهي المؤسسة المُختصّة في استخراج وإنتاج الفسفاط بالحوض المنجمي، منذ 2011، من تراجع لافت في حجم إنتاج الفسفاط التجاري جرّاء الاضطرابات الاجتماعية واحتجاجات طالبي الشغل، حيث لم يتجاوز معدّل إنتاجها السّنوي من الفسفاط التجاري خلال الفترة الممتدّة من 2011 إلى 2022، نحو 3 فاصل 5 مليون طنّ مقابل إنتاج 8 مليون طنّ في سنة 2010 لوحدها.