كتاب جديد يروي مسألة التطهير العرقي ضدّ الشعب الفلسطيني.. سردية الاحتلال والاستيطان
فلسطين ــ الرأي الجديد
أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، كتاباً جديداً بعنوان “التطهير العرقي ضدّ الشعب الفلسطيني: فعل استعماري استيطاني صهيوني محوري ومستمر”، للأستاذة إسلام شحدة العالول.
وصدر الكتاب بالتعاون مع أكاديمية المسيري للبحوث والدراسات، ومركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين – ماليزيا.
قدّم الكتاب د. نهاد محمد الشيخ خليل، الأكاديمي والمحاضر في الجامعة الإسلامية بغزة قسم التاريخ، الذي رأى أن إسهام الشباب في بناء السرديات الكبرى المتعلقة بالقضية الوطنية للشعب الفلسطيني هو أكثر ما يبعث الأمل في النفوس، خصوصاً في ظلّ حالة الإحباط التي تعيشها شرائح واسعة من الناس، والضغوط والتحديات التي يفرضها الاحتلال على أبناء الشعب الفلسطيني.
إنّ التطهير العرقي لا يعني إبادة شـعب بالكامـل، وإنما اسـتخدام العنـف العسـكري والبيروقراطي الممنهج مـن أجـل تقليـص نسـبة الفلسطينيين قـدر المستطاع داخـل الأراضي الفلسطينية. ففي النكبة والنكسة (1948 و1967)، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي أعنـف أشـكال التطهـير العرقـي ضـدّ الشـعب الفلسـطيني، وما زال حتى يومنا هذا، وهو ما نتـج عنه تشريد قرابة نصف مجموع الشعب الفلسطيني، تشتتوا في مخيمات اللجوء وشتى بقاع الأرض.
مضمون أساسي
تناول الفصل الأول من الكتاب “تمهيد مفاهيمي للاستعمار والتطهير العرقي في السياق الفلسطيني”، مفهوم الاستعمار بشكل عام، ووصّف الحالة الاستعمارية في فلسطين، وموقف القانون الدولي منها، وشرح مفهوم التطهير العرقي في السياق الفلسطيني.
وبحث الفصل الثاني “التطهير العرقي ضدّ الفلسطينيين في مرحلة تأسيس دولة الاحتلال 1949-1947″، قرار التقسيم 181، الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1947، وقضى بتقسيم فلسطين إلى دولتين واحدة للفلسطينيين وأخرى لليهود، وما رافقه من حملات للتطهير العرقي خلال الفترة نوفمبر 1947 – أفريل 1948.
كما عرض الخطة دال التي وضعتها القوات الصهيونية لتطهير فلسطين عرقياً خلال الفترة 1948/4/1–1949/5/14، والتي تقضي بتوسـيع “الدولـة اليهوديـة” إلى أبعـد مـن حـدود التقسـيم، مـن خلال نسـف وحـرق وتدميـر القرى العربيـة وطـرد الفلسـطينيين إلى خـارج الحـدود، أي الحصـول عـى “دولـة يهوديـة” على أكبر مساحة من الأرض وبأقل عدد من الفلسطينيين.
وتحدّث عن حرب 1948 وإعلان إقامة “الدولة اليهودية” في 1948/5/14، وعمليات النهب والسرقة بعدها التي مسّت مئات المدن والقرى الفلسطينية، والمجازر التي استهدفت الشعب الفلسطيني، والتي تجاوز عددها الثلاثين مجزرة.
وتناول الفصل الثالث “التطهير العرقي في مرحلة الإرهاب الصهيوني الرسمي “إرهاب الدولة” 1967-1949″، الإنكار الصهيوني وادّعاء طهارة سلاحه من جريمة التطهير العرقي، وتهويد الخريطة الحضارية والجغرافية لفلسطين، من خلال تهويد ممتلكات الفلسطينيين المسروقة، ومسح القرى الفلسطينية، وكتابة تاريخ إسرائيلي مزيّف، وتهويد أسماء المعالم والمواقع الجغرافية الفلسطينية. كما تطرق الفصل إلى الحكم العسكري الصهيوني لفلسطينيي 1948، وممارسات التطهير العرقي من خلاله خلال الفترة 1966-1948.
ضدّ المقدسيين
وعرض الفصل الرابع “التطهير العرقي في مرحلة التوسع الصهيوني الإحلالي منذ 1967-…”، ممارسات التطهير العرقي في حرب يونيو 1967، وبداية الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية وقطاع غزة، وممارسات التطهير العرقي ضدّ الفلسطينيين خلال الفترة 1993-1968، وبعد اتفاقيات “السلام”.
كما تضمّن الكتاب دراسة حالة بعنوان “التطهير العرقي ضدّ المقدسيين في التجمعات الفلسطينية الواقعة خلف الجدار”، ودراسة حالة أخرى بعنوان “تحت غطاء الأمن: تنفيذ تطهير عرقي متواصل ضدّ الفلسطينيين: مواطنو وسط مدينة الخليل”.
يأتي هذا الكتاب إسهاماً في توضيح الطبيعة العدوانية لهذا الاحتلال، وتشـخيص واقعه، واستكشـاف مخاطره، وتثبيتاً لعـدم قدرتـه على التعايـش السـلمي، وميلـه المستمر لمزيد مـن التطـرف والتوحـش، بطريقــة ولغة ســهلة تمكّن الجميع من الاستفادة منه، وباســتخدام المخططات التوضيحيــة والصــور الأرشيفية والخرائــط لتوضيــح وتبسيط الأفكار.