تونس تستعدّ لعرض “مقترح على صندوق النقد الدولي.. بديل” عن “الإملاءات” (التفاصيل)
تونس ــ الرأي الجديد
نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر حكومي، اليوم الثلاثاء 13 جوان، أنّ تونس تُعِدّ اقتراحا بديلا لطرحه على صندوق النقد الدولي، بعد أن رفض الرئيس قيس سعيّد “إملاءات” الصندوق بشأن قرض قيمته 1.9 مليار دولار، تم التفاوض حوله العام الماضي.
وتعثّرت المحادثات بشأن خطة الإنقاذ المالي منذ أكتوبر الماضي، عندما توصّلت تونس وصندوق النقد الدولي إلى اتّفاق خبراء، حيث أعرب سعيّد لاحقا عن رفضه القاطع فكرة خفض الدعم قائلا: “قبوله يسبّب توتّرات اجتماعية كبرى ويمسّ بالسلم الأهلي في البلاد”..
وفي مناسبات متواترة، أعلن الرئيس قيس سعيّد معارضته التفويت في المؤسسات العمومية، مشيرا إلى إمكانية القيام بإصلاحات هيكلية قد تعيدها إلى دورة الإنتاج.
ويشمل اتفاق الخبراء بين تونس وصندوق النقد، إعادة هيكلة الشركات المملوكة للدولة، التي قال الصندوق إنّ إجمالي ديونها عام 2021 كان يمثّل 40% من الناتج المحلي الإجمالي.
وذكرت “رويترز”، نقلا عن ذات المصدر الحكومي، أنّ الرئيس سعيّد يعتقد أنّ خفض دعم السلع الغذائية والمحروقات، سيضرّ بالفئات المهمّشة والفقيرة ويزيد معاناتها، مشيرا إلى أنّ الاقتراح الجديد لن يتضمّن إجراءات مماثلة.
وفي وقت سابق، قال سعيّد إن هناك أفكارا أخرى يمكن دراستها، من بينها، فرض ضرائب على الأثرياء لتمويل صندوق الدعم، في ما يمكن أن يكون خطوة تعوّض رفع الدعم على السلع الغذائية والوقود.
ولم تتسرب معلومات حول أيّ جدول زمني لتقديم الاقتراح، أو لمفاوضات محتملة مع صندوق النقد الدولي.
وكان المانحون، الذين أعربوا عن قلقهم بشأن استقرار تونس، تعهّدوا ــ وفق رويترز – بضخّ مبالغ إضافية كبيرة، إذا تمكّنت الحكومة من التوصّل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وهو ما يعتبره كثيرون أمرا صعبا لن يقبل به الرئيس التونسي.
ويوم الأحد، أعلن الاتّحاد الأوروبي تعهّده بتقديم حزمة دعم فاقت مليار يورو ضمن شراكة وقّع عليها مبدئيا خلال زيارة لقادة أوربيين، ضمت رئيسة وزراء إيطاليا ورئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لاين ورئيس وزراء هولندا مارك روتة.
ومساء الاثنين، أكّد المتحدّث باسم صندوق النقد الدولي أنّ الصندوق يظل “شريكا مهما” لتونس، مضيفا: “مباحثاتنا مع تونس مستمرّة والصندوق مستعدّ لدعم البلاد في طريق الإصلاح الاقتصادي”.
وجاءت تصريحات المسؤول بعد تعذّر إجراء لقاء بين وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، ومديرة الصندوق كريستالينا جورجيفا، بسبب وفاة برسكوني، واضطرار المسؤول الإيطالي، إلى مغادرة واشنطن، لحضور جنازة رئيس حزبه.