العراق في دوامة ولادات غريبة… بسبب استخدام المواد المحرمة دوليا
بغداد ــ الرأي الجديد
تتصاعد معدلات التشوّهات الخلقية للمواليد في عموم مدن العراق، بعدما كانت تنحصر سابقاً في مدن تعرضت لتلوّث وقصف كثيف باستخدام مواد محرمة دولياً، مثل”الفسفور الأبيض” و”النابالم”، خصوصاً خلال فترة الاحتلال الأميركي للبلاد منذ عام 2003.
وبين هذه المدن، الفلوجة والبصرة التي تكثر فيها الملوّثات والغاز النفطي إلى جانب الألغام التي لم تفكك منذ نحو أربعة عقود.
وما زالت مدينة الفلوجة وضواحيها تسجل النسبة الأعلى لعدد المواليد المصابين بتشوّهات خلقية في العراق، وتليها الرمادي وتلعفر ثم بغداد.. وظهر تأثير هذه الأسلحة على البصرة، من خلال ارتفاع معدلات أمراض السرطان في مناطقها..
وتوفي هذا الطفل المشوّه بعد ساعات من ولادته، ثم تداول نشطاء وخبراء صوراً للطفل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدثوا عن مخاطر التلوّث مطالبين الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتدخل.
ويولد حوالي خمسة في المائة من أطفال العراق بتشوّهات خلقية وأمراض قاسية، ويتوفى بعضهم بعد يوم أو يومين، وأحياناً بعد ساعات من ولادتهم.
وتتمثل حالات العيوب الخلقية، في أشكال مختلفة، منها الولادة بشفاه غير سليمة، واختلاف أحجام الرأس وبقية أجزاء الجسم، وتضخم الأطراف وانكماشها، وأخيراً ولد طفل بعين واحدة في منتصف الوجه.
كما ظهرت حالات محيّرة وغريبة ونادرة لمواليد يعانون من مشاكل في العظام والقفص الصدري، إضافة إلى أمراض في القلب، ويملكون أعضاء بأحجام متفاوتة وغير طبيعية، وانتفاخات في أجهزة التنفس، وكل ذلك بسبب الجو الملوّث في البلاد، سواء مما خلفته الحروب أو الملوّثات الجديدة التي أثّرت في بيئة العراق بسبب الغازات والنفط والمعامل التي تتخلص من مخلفاتها في الأنهر، وغيرها.
ودخلت مدن جديدة في العراق في دوامة التشوّهات الخلقية، بعدما كانت تخلو منها في الماضي، وبينها محافظة بابل التي سجلت أخيراً حالة تشوّه لطفل حديث الولادة عانى قبل وفاته من تجمع لسوائل غير معروفة علمياً في دماغه.