صحيفة أمريكية: الظروف التي قادت لتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية… لم تتغيّر
لندن ــ الرأي الجديد
علّقت صحيفة “نيويورك تايمز” على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، بأن الظروف التي قادت لتعليق عضويتها لا تزال قائمة.
وأشارت فيفيان يي، في تقرير لها، إلى أن الظروف التي قادت لتعليق عضوية سوريا لم تتغير، وإذا كان هناك من جديد فقد زاد العنف أثناء الحرب الأهلية التي استمرت 12 عاماً واستنفدت البلاد، بشكل ترك الأسد في السلطة، لكنه كان منبوذاً في كل مكان.
ومات مئات الآلاف من السوريين منذ اندلاع القتال، وهُجّر ونزح أكثر من 14 مليون البلاد إلى أجزاء أخرى من سوريا ودول الجوار والدول الأوروبية، حسب تقديرات الأمم المتحدة.
خيانة الضحايا السوريين
وقالت ليلى الكيك، مديرة حملة سوريا، المنظمة غير الربحية التي تقدم الدعم لمنظمات المجتمع المدني في سوريا “اليوم، قررت الدول العربية وضع مصالحها الذاتية من الواقعية السياسية وأجندتها الدبلوماسية وقدمتها على أبسط الحاجيات الإنسانية”.
وأضافت أنه “باختيار إعادة عضو النظام السوري إلى الجامعة العربية، فقد خانت الدول الأعضاء عشرات الآلاف من ضحايا النظام، ومنحت الأسد الضوء الأخضر لارتكاب الجرائم الفظيعة من دون خوف من العقاب”. لم يترك الاشمئزاز من تصرفات الأسد، إلى جانب الضغوط من الولايات المتحدة، مجالاً للدول العربية للتواصل مع النظام على مدى عقد. وقد دعم عدد قليل من الدول المعارضة التي كانت تقاتل للإطاحة بنظام الأسد، وهناك عدد من الدول العربية تمقت الترحيب به مرة أخرى.
إلا أن الحسابات الإقليمية قد تغيّرت، فمع استعادة النظام السوري معظم مناطق البلاد من قوى المعارضة، كان من الواضح أن الأسد موجود ليبقى. وكانت الدول الجارة لسوريا، مثل لبنان والأردن راغبة بالعمل مع سوريا لإعادة اللاجئين الذين فروا من الحرب، فيما رغبت أخرى بالتعاون في جهود وقف التجارة غير المشروعة في مجال الكبتاغون، المنشط الذي يؤدي للإدمان، الذي ينتجه النظام السوري لتخفيف حدة العقوبات التي فرضت عليه وضربت الاقتصاد.
تدافع عربي للتطبيع
وجاء التدافع العربي للترحيب بالأسد، رغم الرفض الأمريكي، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات على نظام الأسد، وتأمل بعزله ومحاسبته على الوحشية التي مارسها ضد المتظاهرين. ولكن جهود الولايات المتحدة للإطاحة بالأسد واستبداله بنظام ديمقراطي لم تحقق نتائجها، ما ترك الولايات المتحدة متفرجة على الجهود العربية. وعبّر وزير الخارجية الأمريكي، في تغريدة، نشرت قبل قرار الجامعة العربية، عن استمرار الموقف الأمريكي ومعارضة التطبيع مع نظام الأسد، وأن الانتقال السياسي الذي سيحل محل الأسد، والانتخابات، يمكن أن تكون الحل الوحيد لوقف النزاع.
ولأن الولايات المتحدة لم تكن قادرة على وقف التدافع العربي، فقد حث المسؤولون الأمريكيون الدول العربية الحصول على مقابل من الأسد مثل ضمان عودة اللاجئين، ووقف تجارة كبتاغون، أو تخفيف الوجود الإيراني في سوريا.
وقال مساعد الأمين العام للجامعة العربية، حسام زكي، إن الجامعة شكلت لجنة لمناقشة هذه الظروف. لكن العضوية الجديدة كانت صفقة متفق عليها على الأقل.