دبلوماسي أمريكي: إعتقال الغنوشي علامة على “انحدار تونس إلى الحكم الشمولي”… وأمريكا لا تملك أوراق ضغط كبيرة
واشنطن ــ الرأي الجديد
قال السفير الأمريكي السابق في تونس، البروفيسور غوردون غري، إن “الرئيس قيس سعيّد لا يملك خطة اقتصادية واضحة، لذلك يسعى على ما يبدو إلى تشتيت الانتباه باعتقال زعيم حزب المعارضة الرئيسي (حركة النهضة)، راشد الغنوشي”..
ووصف اعتقال الغنوشي بكونه “علامة أخرى على انحدار تونس إلى الحكم الشمولي”.
ولفت “غري”، في تصريحات خاصة لـ”عربي21″، إلى أن “الرئيس قيس سعيّد سعى إلى الاستفادة من الكراهية الموجودة تجاه حركة النهضة، لكنه لم يخلق هذه الكراهية”، وفق قوله.
وفي 17 أفريل الجاري، أوقف الأمن التونسي الغنوشي بعد مداهمة منزله، قبل أن تأمر المحكمة الابتدائية في العاصمة تونس، بإيداعه السجن في قضية “التصريحات المنسوبة له بالتحريض على أمن الدولة”.
وخلال ندوة سياسية نظمتها “جبهة الخلاص الوطني” المعارضة بالعاصمة تونس في 15 أفريل الجاري، حذر الغنوشي من “إقصاء أي طرف، سواء كانوا يسارا أو إسلاميين أو دستوريين أو مكونات سياسية أخرى”، وفق تعبيره.
العلاقة مع تونس الآن.. أكثر برود
وقارن الدبلوماسي الأمريكي السابق، بين الوضع السياسي والاقتصادي في تونس اليوم بالظروف التي سادت خلال فترة توليه منصب سفير تونس، قائلا: “أكثر ثلاثة أوجه تشابه ملفتة للنظر بين تونس عندما وصلت إليها في عام 2009 وتونس اليوم، هي اليد الثقيلة لزعيم استبدادي، والنظام السياسي الذي لا يقوم بمراجعة الرئيس أو الضغط عليه، واقتصاد متدهور يتميز بارتفاع معدلات البطالة والنمو الهزيل”.
للإشارة فإنّ “غري”، قضى في تونس 4 سنوات (2009 و2012)، كسفير للولايات المتحدة في تونس..
وعن طبيعة العلاقات الحالية بين أمريكا وتونس، أضاف غري: “بينما ستستمر الولايات المتحدة في رؤية أفضل السبل لدعم الشعب التونسي، أصبحت العلاقة الآن أكثر برودة مما كانت عليه قبل أن يتولى سعيّد السلطة في جويلية 2021. وطالما ظل على مساره الاستبدادي، فإن العلاقات بين الحكومتين سوف تقل أكثر”.
لكن الدبلوماسي الأمريكي، استبعد في الوقت ذاته قيام الولايات المتحدة بتغيير موقفها من الأزمة التونسية خلال الفترة المقبلة.
أوراق الضغط الأمريكية
وأشار إلى أن التحديات الاقتصادية التي تواجه تونس الآن، أكثر إلحاحا مما كانت عليه عندما تولى الرئيس سعيّد منصبه، لذلك لا يمكن للمرء أن يقول إنه ناجحٌ، ولكن لديه ميزة تكتيكية تتمثل في معارضة مجزأة، وهو ما يفسّر استمراره في سدة الحكم إلى الآن”.
وبسؤاله عن إمكانية رحيل سعيّد في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أجاب غري: “أظن أنه سيرشح نفسه لإعادة انتخابه في عام 2024”.
وأوضح أن الولايات المتحدة لا تملك أوراق ضغط حقيقية وكبيرة على المؤسسات التونسية، لأن “المساعدات الأمريكية لتونس ليست كبيرة، بما يكفي ليكون لها تأثير كبير على حسابات الرئيس سعيّد”.
لكنّ السفير الأمريكي، رفض من جهة أخرى، الإجابة على سؤال يتعلق بكيفية إجبار قيس سعيّد على التراجع عن “المسار الديكتاتوري”، حيث قال: “هذا سؤال يجب أن يقرره الشعب التونسي بنفسه”.
واعتبر الدبلوماسي الأمريكي السابق، أنه “من غير المرجح أن تنجح جهود المعارضة التونسية في تغيير الأوضاع الراهنة، طالما بقيت مشتتة”.