خبير إيطالي يحذّر: “التنين الصيني” يتغلغل في دولة تونسية فوضوية وسيئة الحكم… سيجعلها فريسة سهلة
دعوة أوروبا إلى التحرك لمنع انهيار البلد
روما ــ الرأي الجديد
حذّر محلل إيطالي من تداعيات تغلغل الصين في تونس التي تعيش على وقع أزمات سياسية واقتصادية شديدة التعقيد، داعيا الأوروبيين إلى منع انهيار البلد الواقع على الضفة الجنوبية للمتوسط.
وقال أستاذ السياسة الاقتصادية في جامعة روما “لا سابينزا”، أومبرتو تريولزي، إن تدخل بكين لإنقاذ تونس من الانهيار الاقتصادي “لن يكون حدثًا إيجابيا”، مضيفا أن تغلغل التنين في “دولة فوضوية وسيئة الحكم مثل تونس، سيجعلها فريسة سهلة”.
وأوضح تريولزي، أن الصين تستغل الأزمات التي تمر بها بعض الدول، لتقديم نفسها منقذا من خلال حزم دعم مقابل استغلال الموانئ والبنية التحتية.
وأضاف الخبير الاقتصادي أن الدولة الآسيوية تسعى إلى زيادة حجم استثماراتها وتعزيز تجارتها الخارجية في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، مستغلة قدرتها على ربط شبكات علاقات اقتصادية متينة ضمن محور اقتصادي أثبت تطوره.
الانضمام لــ “مجموعة البريكس”
وفي ما يتعلق بهذه المساعي، قال أستاذ الاقتصاد إن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين، أكد في وقت سابق أن بيكين تؤيد انضمام تونس إلى مجموعة البريكس الاقتصادية ضمن خطط التوسع التي يقودها التكتل.
وربط تريولزي إمكانية تدخل الصين في الملف التونسي بتصريحات سابقة لرئيس الجمهورية قيس سعيد، أكد من خلالها رفضه شروط صندوق النقد الدولي وإملاءاته، من بينها التفويت في المؤسسات أو إصلاحها، ورفع الدعم، وخفض الإنفاق وتجميد الأجور.
وفي هذا الإطار، توقع الخبير الإيطالي أن تبحث تونس عن تنويع مصادر التمويلات من خارج صندوق النقد أي من دول مهتمة بمنطقة شمال إفريقيا كالصين وبدرجة أقل روسيا، خاصة بعد تراجع دور الأوروبيين.
في حواره مع وكالة الأنباء الإيطالية، أكد تريولزي أن تونس تحتاج إلى مساعدة مالية مستعجلة، في وقت لا يبدو أن صندوق النقد الدولي مستعد لمنح قروض بما يقارب 2 مليار دولار..
وأوضح الخبير أن البلد العربي لم ينفذ الإصلاحات المطلوبة منه، ولم يقدم ضمانات كافية، مضيفا أن الإدارة الاقتصادية والسياسية لتونس كانت سيئة للغاية، لكن تركها لمصيرها سيكون له تداعيات على أوروبا (زيادة تدفقات الهجرة غير الشرعية).
سقوط قطع الدومينو
وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، إن روما تكافح لإقناع الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، لدفع صندوق النقد إلى الإفراج عن الأقساط الأولى من التمويل الأقصى البالغ 1.9 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.
ودعا الخبير الاقتصادي إلى ضرورة تجنب إفلاس الدولة التونسية، مشيرا إلى أن “الانهيار يعني سقوط قطع الدومينو في كل من أوروبا وشمال إفريقيا”.
ودعا تريولزي الاتحاد الأوروبي خاصة إيطاليا وفرنسا إلى اتخاذ خطوات لدعم تونس في ما يتعلق بالقرض، إضافة إلى دفعها إلى تنفيذ الإصلاحات المطلوبة منها.
وقال الخبير إن تونس لا تملك في الواقع الموارد اللازمة لمواجهة العجز المالي وميزان المدفوعات، مؤكدا أن الدول الملتزمة تاريخيا مع البلد العربي مدعوة إلى التفاعل عمليا مع الأزمة وتداعياتها من خلال الحوار وتطوير التعاون بأشكاله.