اغتيال “الفدائيين الجدد”.. خطة أمريكية لوأد المقاومة الفلسطينية..
القدس المحتلة ــ الرأي الجديد (وكالات / صحافة عالمية)
تتواصل عمليات اغتيال المقاومين الفلسطينيين التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الأمنية في شمال الضفة الغربية المحتلة، ما يشي بتنفيذ خطة ممنهجة لتصفية المقاومة التي زادت مؤخرا من عملياتها ضد الاحتلال.
وبحسب بعض التقارير السياسية الفلسطينية والإعلامية، لا يخلو يوم من تنفيذ جيش الاحتلال لاقتحامات المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، وتنفيذ حملات اعتقال وتصفية لمقاومين فلسطينيين يحاولون صد انتهاكات وجرائم جيش الاحتلال والمستوطنين.
مجازر مستمرة ومقاومة متنامية
ويسعى الاحتلال عبر التعاون مع جهات مختلفة وخاصة الولايات المتحدة، وبالتنسيق مع أطراف عربية، إلى تصفية المقاومة ورموزها في الأراضي المحتلة، وكان هذا جليا من خلال خطة أمنية أمريكية صاغها الجنرال مايك فنزل، تهدف لإحكام السيطرة على الضفة الغربية ووقف عمليات المقاومة ضد الاحتلال، وهو ما جرى الحديث عنه في قمة العقبة الأمنية التي عقدت في الأردن يوم الأحد 26 فيفري الماضي، بمشاركة الاحتلال والأردن ومصر والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى السلطة التي ترأس وفدها وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ.
إن “ظاهرة الفدائيين الجدد في شمال الضفة، استفزت الاحتلال، ولذلك فهو يحاول استخدام كل ما لديه؛ القوة العسكرية والأمنية، وقوات المستعربين، والعملاء على الأرض وعلاقتهم مع السلطة، من أجل اجتثاث هذه الظاهرة”.
وقال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، حسن خريشة، في تصريحات إعلامية، أن “الاحتلال ينظر لهذه الظاهرة التي تزداد قوة بخطورة، وكأنها نموذج آخر للمقاومة في غزة، على اعتبار أن المعركة الحقيقية في الضفة والقدس، بالتالي فإن الاحتلال لا يريد لهذه الظاهرة أن تستمر، من هنا، يأتي ارتكاب الاحتلال لهذه المجازر بحق شعبنا وشبابنا؛ في جنين ونابلس وأريحا وغيرها من المناطق”.
خطة إسرائيلية لوقف المقاومة
وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أليف صباغ، من جهته، إن “عام 2023 وفق الخطة الصهيونية، هو عام الانتصار، بمعنى تصفية المقاومة، عام تيئيس الشعب الفلسطيني وإحباطه وجعله يقبل بكل ما يعرض عليه”.
وأضاف في حديثه لـ”عربي21″: “وفق النظرية الإسرائيلية، فإن هذا يتطلب تعاونا عربيا مع إسرائيل وأيضا تعاون السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، كي لا يبقى للفلسطينيين أي مجال إلا بقبول حكم ذاتي وليس حكما ذاتيا واحدا، بل بكانتونات يمكن أن تكون مترابطة مع بعضها البعض ويمكن ألا تكون.. مع القبول بالاحتلال الإسرائيلي إلى الأبد”.
ونبه صباغ إلى أن “الشعب الفلسطيني ومقاومته يعي ما يخطط له الاحتلال، والشباب بالذات تطوعوا بشكل عاطفي وأحيانا بشكل فردي لمقاومة هذه الخطة، وقدموا تضحيات كبيرة جدا منذ عامين وحتى الآن، ولا يستطيع أي شعب في العالم أن يقدم هذه التضحيات، خاصة أنها تضحيات فردية، دون دعم عربي ولا قيادة وطنية ولا حتى سلطة”.
ورأى أن “الشعب الفلسطيني أمام حالة صعبة، فالاحتلال الإسرائيلي لديه فائض القوة ولا يستطيع الانتصار، والشعب الفلسطيني ضعيف بقدراته في مقاومة الاحتلال ما عدا القدرات المعنوية وإيمانه بحقه وبالمستقبل، أن هذه بلادنا وهذا مستقبلنا، وبالتالي فهو لا يملك أي خيار سوى المقاومة”.
وقال: “الشعب الفلسطيني لم يستسلم خلال 100 عام من التيئيس والإحباط والتآمر الدولي والعربي عليه، وبالتالي فإنه لن يحبط في السنوات القادمة ولا في أي مرحلة من المستقبل”، موضحا أن “الخيارات أمام إسرائيل؛ إما أن تخضع لإرادة الشعب الفلسطيني أو أن تزيد من استخدام القوة، لأن الاحتلال يؤمن بأن ما لم يحصل عليه بالقوة، يحصل عليه بمزيد من القوة”.
الخطة الأمريكية الإسرائيلية الأمنية
وذكر صباغ في ذات السياق، إن “المعارضة الإسرائيلية التي أنتجت الاحتلال والاستيطان والقوى الفاشية، ستعاني مما زرعته”، مؤكدا أن الاحتلال مستمر في تصعيد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ضمن الخطة الأمريكية الإسرائيلية الأمنية، التي تحاول العمل على وأد المقاومة.
وأضاف: “هذا يجري بدون أي شك، فالخطة الأمريكية الإسرائيلية لوأد المقاومة، هي بالذات تخدم هذه الحكومة الإسرائيلية الفاشية؛ فمن ناحية يعارضونها نظريا ومن الناحية الأخرى يخدمونها فعليا”، منوها إلى أن “كل مساعدة لهذه الحكومة في قمع المقاومة وكل مساعدة في تغييب حق الشعب الفلسطيني وكل مساعدة في حماية إسرائيل دوليا من العقوبات على جرائمها، كل ذلك يخدم الحكومة الإسرائيلية، وهذه مصيبة أمريكا وأيضا المعارضة في إسرائيل؛ التي تقوم بخدمة حكومة نتنياهو التي تعارضها”.