صحيفة بريطانية: تصريحات قيس سعيد.. تسببت في تضخم عمليات هجرة الأفارقة.. وصفاقس في الصدارة
لندن ــ الرأي الجديد
أكد تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، تزايد عدد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، الذين يقومون بعملية اجتياز البحر المتوسط من تونس باتجاه السواحل الأوروبية، على الرغم من حملات التضييق والتصريحات شديدة اللهجة التي أطلقها الرئيس قيس سعيد بشأنهم.
وأشار التقرير إلى أنه وبعد أسابيع من تصريحات الرئيس سعيد، وما رافقها من حملات تضييق على المقيمين والمهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء، فإن أعداد قوارب الموت شهدت ارتفاعا ملحوظا، خاصة تلك التي تتجه نحو إيطاليا باعتبارها الأٌقرب جغرافيا إلى تونس.
ووفق بيانات الأمم المتحدة، وصل ما لا يقل عن 12 ألف مهاجر إلى إيطاليا هذا العام من تونس، مقارنة بـ1300 مهاجر في الفترة نفسها من 2022.
تزايد أعداد المهاجرين
وأشارت “الغارديان” أن محاولات عبور البحر من الساحل المحيط بمدينة صفاقس، تزايدت بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة، وسط موجة من العنف العنصري أثارها الخطاب “التحريضي” للرئيس التونسي، حسب تعبير الصحيفة.
وتعرضت عائلات بأكملها من المهاجرين الأفارقة إلى الطرد من منازلها وحتى مهاجمتها بالسكاكين، كما فقد العديد من أفرادها وظائفهم التي كانت تساعدهم في توفير مستلزمات الحياة والإيجار، بسبب خشية أرباب العمل التتبعات القانونية.
وأفادت إحصائيات نشرتها الصحيفة البريطانية إلى أن الأسبوع الماضي شهد لوحده غرق 29 شخصا من إفريقيا جنوب الصحراء، بعد غرق قاربين قبالة سواحل صفاقس.
وقال المدير الجهوي للصحة بمدينة صفاقس، في تصريح لوكالة الأنباء التونسية نقله التقرير، إن عدد جثث المهاجرين في المشرحة المحلية تجاوز طاقتها.
وكان خفر السواحل التونسي، منع أكثر من 14 ألف شخص من الانطلاق في قوارب صغيرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، مقارنة بـ2900 شخص في الفترة نفسها من العام الماضي، وفق ما أعلن عنه المنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية.
تونس: نقطة انطلاق رئيسية
واستعرض تقرير “الغارديان”، شهادة بعض المهاجرين الأفارقة الذين تحدثوا عن تحول تونس إلى نقطة الانطلاق الرئيسية لقوارب الهجرة باتجاه أوروبا، بدلا من إيطاليا التي كانت تمثل دول العبور الرئيسة على مدار السنوات الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى سوق صغيرة بالمدينة يعمل فيها عشرات الأشخاص من إفريقيا جنوب الصحراء، لا يحملون أوراق إقامة.
وتعليقا على تصريحات الرئيس قيس سعيد في حق المهاجرين غير النظاميين، والحملة عليهم، قالت “الغارديان”، إنها تفسر في نطاق واسع، شعبيا وإعلاميا بأنها “محاولة لتغيير الانتباه عن المشاكل الاقتصادية في تونس”.
يذكر أنّ وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاغاني، حذّر قبل يومين، من احتمال وجود “مئات الآلاف من الناس في البحر الأبيض المتوسط”، ما لم يكن من الممكن تجنب الانهيار المالي في تونس.